رسم و تعليق المهندس المعماري : نبيل
لوحات مائية


مدينة صنعاء القديمة يوجد بها الكثير من المفردات المعمارية الغنية بالزخرفة والتنوع .
ومن هذة المفردات: العقد
للعقد أشكال كثيرة منها الدائرية و النصف دائرية و المربعة و المستطيلة , يوجد العقد فوق الطاقة (النافذة) مباشرة الذي يفصل بينهما عَتب من الخشب , وُيصنع العقد من قالب من الجص ( سُمكة حوالي 5 سم) و يتخلّلة فراغات بأشكال هندسية منتظمة او بأشكال عضوية مرنة , ثم يُعَشق هذا الفراغ بالزجاج الملون . بما أن الوظيفة الأساسية للعقد هو الأضاءة فأنة يتخذ أحجام مختلفة تبعاً لموقعة في المنزل ، ففي "المفرج" مثلاً تأخذ العقود الشكل النصف دائري وتتميز بحجمها الكبيرويقل ذلك الحجم قليلاً في غرف النوم ، أما في" الدَََّرَج" فهي تأخذ الشكل المستطيل , وفي بعض الحالات في المنازل الَمبنية بالكامل بالحجر فأن العقود مصنوعة من الحجر أيظاً ، أي أن ُيبنى العقد بالحجر ثم يُعَشّق بالزجاج و في هذة الحالة تكون المسافة بين فراغات العقد كبيرة . العقد مُفرد جمالي في عمارة صنعاء القديمة لذلك يُهتم بة سواء من داخل المنزل أوخارجة , فمن داخل المنزل يكون العقد مُحاطاً بالزخارف والخَرشات ومن الخارج يكون مُحاطاً بطبقة من الجص , من المعروف أن نظام البناء في مدينة صنعاء القديمة يَتبع نظام الجدران الحاملة , و لذلك فأن سُمك الجدار كبير اِذ يتراوح بين 60 سم و 80 سم تقريباً , فعندما يُركَّب العقد ذي ال5 سم سَماكة فأنة سوف يتبقى 55 سم أو 75 سم من سُمك الجدار , في بعض الحالآت يُركب عقداً واحدأً ملوناً و تُستغل المسافة المتبقية كصَفيف توضع فوقة المزهريات النحاسية الممتلئة بالشذاب و الصور الشخصية , هذا الصفيف ماهو إلاّّ العتب الخشبي الذي يفصل بين الطاقة و العقد , وفي حالات اٌخرى يُركب عقدين, عقد خارجي ذو زجاج شفّاف غير ملون و عقد داخلي ذو زجاج ملون , ويفصل بين العقدين مسافة تتراوح بين 15 سم – 20 سم مما يمكن إعتبارة عازل للحرارة , حجم العقد و النافذة مترابطان , فأنة عادة مايكون قطر العقد يساوي عرض النافذة , وفي بعض الحالات يمكن ان يضم عقد كبير طاقتان صغيرتان منفصلتان , و أيظاً العكس صحيح , طاقة كبيرة تضم عقدان صغيران منفصلان.

ومن المفردات المعمارية في مدينة صنعاء القديمة , الطـَّــاقة:تُصنع الطاقة من خشب الطنب, وهو خشب يتميزبقوتة و بمقاومتة لمياة الأمطار , وتكون الطاقة إما ظُلفة واحدة أو ظُلفتان أو 3 ظُلف أو 4 ظُلف أو 5 ظُلف , كلما زاد عرض الطاقة زاد عدد الظُلف و عادة ما توجد الطاقات الكبيرة في المفرج أو الديوان , يوجد المفرج في أعلى المنزل وبالتالي فأن وجود الطاقة الكبيرة مناسباً للحصول على إطلالة جيدة حيث وأن تخطيط هذة المدينة يتّسم بأطلالة المنازل على البساتين والمقشامات .أما الطاقات في الدور الأول و ما يليها فتتكون عادة من طاقات ذي ظُلفتين مصنوعتين من الخشب و الواح الزجاج , و جهة فتحهما الى الداخل (طاقة داخلية) ثم تليهما ظُلفتان مصنوعتان من الواح الخشب وجهة فتحهما إلى الخارج (طاقة خارجية) , و تنطبق الطاقة الخارجية على الطاقة الداخلية مما يكوّن عازلاً حرارياً و صوتياً وكذلك يمكن إعتبارة من الخطوط الدفاعية التي تحمي المنزل , وينبثق من الظُلفتين الخارجيتين طاقة صغيرة في كل ظُلفة تنفتح إلى الخارج , وتستخدم في الأطلالة السريعة إلى الخارج و كذلك للتهوية دونما الحاجة إلى فتح الطاقة بالكامل , ووجود الطاقة الخارجية لايقتصر فقط على الطاقة ذي ظُلفتين. وفوق الطاقة على مسافة 10-20 سم ينبثق بروزاً خشبياً بمسافة 40-50 سم من وجة الجدار لأكثر من عرض الطاقة بقليل و يسمى هذا البروز ب (كُــــنــّّة) ووظيفتة الأساسية هو الحدّ من دخول الأمطار إلى المنزل وكذلك كاسراً لأشعة الشمس في الواجهات الجنوبية و الغربية , وعادة ماتُزخرف وتُلوّن الكُنة بأشكال و ألوان زاهية . الجو الصحو في مدينة صنعاء القديمة جعل العقد و الطاقة مُــفردان باعثان للبهجة و السرور إذ تخترق أشعة الشمس زجاج العقد الملون فترتطم هذة الألوان وتتشابك على جدران و أرضية الغرفة الملونة أصلاً بالسجاد المزخرف فتنطلق رائحة الشذاب و البخور والعطور و تتلألأ المَعْشرة و ماتحتوية من نحاسيات تحت وهج الشمس الساطعة المارة من خلال الطاقة الكبيرة فيتكوَّن بذلك محيطاً شديد اللمعان ما يلبث ان يخفت رويداً رويداً حتى تغرب الشمس .