قرية الروضه
أ- الروضة- مركز المديريةومركزالمحافظة: تقع " الروضة " إلى الشمال من العاصمة صنعاء في الجهة
اليمنى من الطريق الرئيسي إلى مطار الرحبة " مطار صنعاء الدولي " ، وقد كانت قبل مطلع ( القرن السادس
الهجري ) عبارة عن قرية صغيرة تسمى ( المنظر ) إلى أن جاء السلطان " حاتم بن عمران بن المفضل
556 هجرية ) الذي اختط الروضة ؛ ولذلك نسبت إليه ( روضة حاتم ) ، وفيها - اليامي الهمداني "( 533
إلى الآن درب يسمى درب السلاطين نسبة إلى سلاطين " آل حاتم اليامي " ، وهذا الدرب " ربع الروضة "،
والربع الثاني " بنو ليث " ، والربع الثالث " بير زيد " ، والربع الرابع " ربع بن حسن " . والسلطان " حاتم
اليامي " كان من الباطنية الإسماعيلية ، وكان له في اليمن شأن كبير ، كانت زعامته في قبائل همدان ،
وزحف ( بسبعمائة فارس ) منهم على صنعاء سنة ( 533 هجرية ) فاحتلها واستقر بها إلى أن دخلها الإمام
" أحمد بن سليمان " سنة ( 545 هجرية ) – بعد أحداث ومعارك – فخرج " حاتم " إلى روضته ثم انتقل إلى
حصن ظفار ، وأغار على صنعاء سنة ( 550 هجرية ) ، فرده الإمام " أحمد بن سليمان " ، ومات بعد ذلك
في درب صنعاء ، وقد كان فارسًا وشاعرًا كما جاء عند " الخزرجي " .
واشتهرت الروضة في الربع الأول من ( القرن الثالث عشر الهجري ) بحركة سميت " بحركة الروضة " ،
1809 ميلادية )) ، وبدأت – 1224 هجرية ) - ( 1775 – وهي ثورة ضد الإمام " المنصور " (( 1189
أحداث الثورة حيث سكن بعض من " آل الكبسي " في الروضة ، وهم السادة من " آل الكبسي " الذين
ينتسبون إلى هجرة الكبسي الواقعة في خولان على بعد نحو ( 35 كيلومترًا ) جنوب شرق العاصمة صنعاء ،
ويعود نسبهم إلى الإمام " حمزة بن أبى هاشم الحسني " الذي قتل في أرحب سنة ( 458 هجرية 1066
ميلادية ) ، ومنذ مقتله لم يحاول أحد من فروع أسرة الإمام " حمزة " أن يدعو لنفسه بالإمامة ، بالرغم من
أنه قد وجد من بينهم بعض العلماء ممن أحرزوا من العلم الصفات المرشحة لسدة الإمامة ، وقد كان سكن "
آل الكبسي " في الروضة ربما في بداية حكم الإمام " المنصور" ، وقد خالفوا فروع أسرة الإمام " حمزة
" ورشحوا العالم السيد " حسين بن عبدالله الكبسي " الذي كان يمثل حينه قاضي الروضة وإمام جامعها ،
وقد كان ترشيحه لمنصب الإمامة في شهر شوال من عام(( 1222 هجرية )- نوفمبر ( 1807
ميلادية )) ، وبعدها أعلنت الثورة ضد الإمام " المنصور "، وقد أيد " آل الكبسي " بعض البيوتات الهاشمية
كآل " أبي طالب " وآخرين ، كما تمكنوا من جذب " أحمد بن عبدالله بن المهدي عباس" – بن أخي "
المنصور" – إلى صفهم ، ويبدو أن " أحمد " نفسه كان طموحًا لمنصب الإمامة وعلى خلاف مع عمه الإمام "
المنصور " في نفس الوقت ، وقد آزر أهل الروضة في حركتهم الثورية ضد عمه سواء رغبة أو رهبة ، كما
وصلت بعض قبائل " آل الكبسي" من خولان ومعهم آخرون ، وبعد إعلان الثورة التي وصفت بأنها حركة ،
كانت لها خطرها على الإمام " المنصور " بسبب قرب الروضة من العاصمة صنعاء من جانب ولسوء أحوال
الإمام " المنصور " ومن جانب آخر فقد هوجمت داره في الروضة دار البشائر ، كما نهبت كذلك بيوت
أهل صنعاء المغلقة التي يغادرها أصحابها من الأغنياء في موسم الأعناب ، وطرد عامل الإمام " المنصور "
، كما أرسلت رسائل الدعوة إلى مختلف المناطق خاصة إلى القاضي " عبدالله العنسي " صاحب برط معلنين
بأن ما قاموا به هو واجب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى إثرها قام الإمام " المنصور "
بإرسال القاضي " أحمد بن محمد الحرازي " إلى الروضة حام ً لا منه رسائل كتبها كبير قضاته الإمام "
الشوكاني " تتضمن الموافقة على كل ما طلبوه من العدل والأمان لهم فما رجعوا بل صمموا على ما عزموا
عليه ، وبصعوبة تمكن رسول الإمام " المنصور " - الحرازي - من الهروب من الروضة ناجيًا بحياته ، وقد
حاول الأمير " أحمد بن المنصور " أن يقنع " آل الكبسي " بالتراجع عن موقفهم وأرسل - سكرتيره الخاص –
" حسن بن علي بن عبد الواسع " بمهمة مشابهة لمهمة " الحرازي " إلا أنها - أيضًا - لم يكتب لها النجاح .
وقد تمكن الأمير " أحمد " بعد ذلك من استدعاء القبائل القريبة من العاصمة صنعاء ، وهي بنو الحارث ،
وبلاد البستان - بني مطر- وبنو حشيش ، وهي القبائل الأكثر ولاء للعاصمة ، ولما تجمع له العدد المطلوب
بالإضافة إلى بعض جنده غادر صنعاء في الأسبوع الأخير من ذي القعدة سنة (( 1222 هجرية ) ديسمبر
1807 ميلادية )) وعسكر في قرية الجراف في منتصف الطريق تقريبًا بين صنعاء والروضة ، وكان قد )
مضى شهر على حركة " آل الكبسي " ، وقد سيطر الأمير على الطرقات ، وقطعت الإمدادات الغذائية عن
الروضة ، وكذلك مصادر المياه – حيث كانت من أهمها غيل " المهدي " وغيل " مصطفى " ، وقد كانا يجريان
تحت الأرض على عمق( مترين أو ثلاثة ) حتى استسلم " آل الكبسي " ومؤيدوهم يوم الخميس 27 ذي
القعدة سنة( 1222 هجرية ) بعد مناوشات قليلة ، ودخل الأمير " أحمد " الروضة صباح اليوم التالي ، وفي
يوم السبت الأول من ذي الحجة سنة ( 1222 هجرية ) اصطحب الأمير " أحمد " أسراه من " آل الكبسي "
وابن عمه " أحمد بن عبدالله بن المهدي " وغيرهم من المشاركين في الحركة ، ودخل بهم إلى العاصمة
صنعاء ظافرًا منتصرًا حيث أحضرهم إلى الإمام " المنصور " الذي كان قد قرر إعدامهم إلا أن وساطة الإمام "
الشوكاني " حالت دون ذلك ، وتقرر حبسهم فقط ، وهكذا شهدت الروضة أحداثًا عاصفة خلال الفترات
اللاحقة .
وأراضي الروضة خصبة جدًا يزرع فيها التين والشعير والحنطة إضافة إلى بساتينها الغناء المليئة بأعراش
الأعناب ذات الصنف الممتاز المشهورة ( بالعنب الروضي ) فقد كان أثرياء صنعاء يمتلكون فيها بساتين ،
وبها منازل لهم يستخدمونها في موسم الأعناب حيث تكثر فيها زراعته إلى جانب الزيتون والمشمش والرمان
والليمون وغيرها من الفواكه والخضار ، وقد شهدت مدينة الروضة تطورات عمرانية خلال عصورها
الإسلامية واكبتها عناصر فنية وهندسية وكتابات ذات طابع محلي تدل على قدرة الفنان اليمني ومهارته في
تنفيذه تلك المعالم التي تشهد على ذلك ، ومن تلك المعالم المساجد التي تصل إلى أكثر من ( عشرين مسجدًا
) إلى جانب قبور العلماء الإجلاء ومن أهم معالم الروضة الجامع الكبير :
-1 الجامع الكبير :
الجامع الكبير هو الجامع التاريخي الذي بناه " أحمد بن الإمام القاسم بن محمد " (( 1007 1066 هجرية )
( 1597 1656 ميلادية )) ، وكان يعرف " أحمد بن الإمام القاسم " ب( أبي طالب ) ، وإليه تنسب
ذريته " بيت أبي طالب " الساكنون إلى اليوم في الروضة .
يقع هذا الجامع في وسط مدينة الروضة ، بدأ ببنائه في سنة ( 1044 هجرية ) ، وكان الفراغ منه في
سنة ( 1049 هجرية ) .
- التخطيط المعماري للجامع : الجامع عبارة عن مبنى مستطيل يتجه من الجنوب إلى الشمال، له ثلاثة أبواب
في جداره الغربي ، وثلاثة أبواب في جداره الجنوبي ، وباب واحد في جداره الشرقي ، وإلى جنوب الجامع
صرح مكشوف ، تقع إلى جنوبه الحمامات ، وفي الركن الجنوبي الغربي للجامع توجد المئذنة ، وإلى جوارها
إيوانان فيهما بعض القبور .
يتكون مبنى الجامع من أربعة أروقة وصحن مكشوف في الوسط ، فتحت إليه الأروقة الشرقي والشمالي ،
والغربي ، أما الصحن الجنوبي فلا يوجد له أبواب تفتح إليه .
- الرواق الشمالي ( رواق القبلة أي بيت الصلاة ) : يتكون هذا الرواق من شكل مستطيل ، مقسم إلى
بلاطتين تقوم على مجموعة من الأعمدة عددها ثمانية يرتكز عليها عقود مفصصة ، وهذه العقود تسير
موازية لرواق القبلة ، وتختلف فيها أشكال الأعمدة فمنها المضلع ومنها المستدير ، ولهذه الأعمدة تيجان
على شكل زهرة اللوتس المفتوحة وبعضها أعمده تيجانها على شكل معين ، يتوسط جدار القبلة المحراب ،
ويبدو على هيئة تجويف يعلوه عقد مدبب وأعلى العقد أشرطة كتابية لآية من القرآن الكريم ، نصها : ( يا
أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ..... ) يرتكز عقد المحراب على عمودين تزينهما زخارف
نباتية أو ما يطلق عليها زخرفة الأرابسك ويعلو العمودين تاجان ، وكوشات العقود مليئة بزخارف
هندسية ، عبارة عن أشكال سداسية متكررة ، وبطن العقد مزين بزخارف نباتية عبارة عن زهرة التوليب
شقائق النعمان وزهرة القرنفل بشكل متكرر ، أما دخلة المحراب فهي مزخرفة في الأعلى بشكل طاقية ،
تظهر عليها زخرفة شجرة الحياة ، وأسفلها زخارف نباتية قوامها أوراق رمحية وأوراق مسننة وزهرة
الرُمان .
يفتح رواق القبلة على صحن الجامع بثلاثة أبواب تعلوها عقود متواترة على نمط عقود العمارة العثمانية ،
تأثيرات تركية ، ويتخلل تلك الأبواب ثلاث نوافذ .
- الرواق الشرقي : يتكون من بلاطتين بواسطة بائكة من الأعمدة عددها سبعة تحمل عقودًا مدببة تتجه
عمودية على جدار القبلة ، ويفتح في الجدار الشرقي باب يؤدي إلى الخارج ، وباب آخر يؤدي إلى مكتبة
الجامع التي تقع إلى شرق الجامع ، كما يفتح فيه باب من الجهة الجنوبية يؤدي إلى الرواق الجنوبي ، وفي
جداره الغربي تفتح عدة أبواب على الصرح المكشوف
- الرواق الغربي : وهو يشبه الرواق الشرقي ، ويتميز أن جداره الغربي يفتح فيه عدد كبير من الأبواب
عددها ثلاثة أبواب ، إضافة إلى أربع نوافذ .
- الرواق الجنوبي : يتكون من بلاطتين ، بواسطة بائكة من الأعمدة عددها ثمانية تحمل عقودًا مدببة تتجه
موازية لجدار القبلة يفتح في جداره الشمالي ثلاثة أبواب على الرواق الشرقي باب وبابين على الرواق
الغربي ويتوسطه محراب مزخرف ويفتح في جداره الجنوبي ثلاثة أبواب على الصرح .
- المئذنة :- تقع في الركن الجنوبي الغربي للجامع ، وقد سقطت منارة هذا الجامع قبل ( ستين
عامًا ) تقريبًا -إن لم يكن أكثر- حيث سقط أجزاء من بدنها الإسطواني ، ثم أعيد بناؤها في سنة ( 1343
هجرية ) .
وتتكون المئذنة من قاعدة مربعة كبيرة ، توجد في الجهة الشرقية منها ثلاث فتحات ذات عقود دائرية وهي
فتحات صماء ، وفي القاعدة الباب الذي يدخل منه إلى داخل المئذنة التي يصعد إليها عبر درج بنيت من
أحجار الحبش ، والقاعدة بالكامل مبنية بالأحجار ، أما بدن المئذنة الإسطواني فهو مبني بالطوب المحروق
الآجر ومزين بزخارف نباتية متنوعة .
أ- الروضة- مركز المديريةومركزالمحافظة: تقع " الروضة " إلى الشمال من العاصمة صنعاء في الجهة
اليمنى من الطريق الرئيسي إلى مطار الرحبة " مطار صنعاء الدولي " ، وقد كانت قبل مطلع ( القرن السادس
الهجري ) عبارة عن قرية صغيرة تسمى ( المنظر ) إلى أن جاء السلطان " حاتم بن عمران بن المفضل
556 هجرية ) الذي اختط الروضة ؛ ولذلك نسبت إليه ( روضة حاتم ) ، وفيها - اليامي الهمداني "( 533
إلى الآن درب يسمى درب السلاطين نسبة إلى سلاطين " آل حاتم اليامي " ، وهذا الدرب " ربع الروضة "،
والربع الثاني " بنو ليث " ، والربع الثالث " بير زيد " ، والربع الرابع " ربع بن حسن " . والسلطان " حاتم
اليامي " كان من الباطنية الإسماعيلية ، وكان له في اليمن شأن كبير ، كانت زعامته في قبائل همدان ،
وزحف ( بسبعمائة فارس ) منهم على صنعاء سنة ( 533 هجرية ) فاحتلها واستقر بها إلى أن دخلها الإمام
" أحمد بن سليمان " سنة ( 545 هجرية ) – بعد أحداث ومعارك – فخرج " حاتم " إلى روضته ثم انتقل إلى
حصن ظفار ، وأغار على صنعاء سنة ( 550 هجرية ) ، فرده الإمام " أحمد بن سليمان " ، ومات بعد ذلك
في درب صنعاء ، وقد كان فارسًا وشاعرًا كما جاء عند " الخزرجي " .
واشتهرت الروضة في الربع الأول من ( القرن الثالث عشر الهجري ) بحركة سميت " بحركة الروضة " ،
1809 ميلادية )) ، وبدأت – 1224 هجرية ) - ( 1775 – وهي ثورة ضد الإمام " المنصور " (( 1189
أحداث الثورة حيث سكن بعض من " آل الكبسي " في الروضة ، وهم السادة من " آل الكبسي " الذين
ينتسبون إلى هجرة الكبسي الواقعة في خولان على بعد نحو ( 35 كيلومترًا ) جنوب شرق العاصمة صنعاء ،
ويعود نسبهم إلى الإمام " حمزة بن أبى هاشم الحسني " الذي قتل في أرحب سنة ( 458 هجرية 1066
ميلادية ) ، ومنذ مقتله لم يحاول أحد من فروع أسرة الإمام " حمزة " أن يدعو لنفسه بالإمامة ، بالرغم من
أنه قد وجد من بينهم بعض العلماء ممن أحرزوا من العلم الصفات المرشحة لسدة الإمامة ، وقد كان سكن "
آل الكبسي " في الروضة ربما في بداية حكم الإمام " المنصور" ، وقد خالفوا فروع أسرة الإمام " حمزة
" ورشحوا العالم السيد " حسين بن عبدالله الكبسي " الذي كان يمثل حينه قاضي الروضة وإمام جامعها ،
وقد كان ترشيحه لمنصب الإمامة في شهر شوال من عام(( 1222 هجرية )- نوفمبر ( 1807
ميلادية )) ، وبعدها أعلنت الثورة ضد الإمام " المنصور "، وقد أيد " آل الكبسي " بعض البيوتات الهاشمية
كآل " أبي طالب " وآخرين ، كما تمكنوا من جذب " أحمد بن عبدالله بن المهدي عباس" – بن أخي "
المنصور" – إلى صفهم ، ويبدو أن " أحمد " نفسه كان طموحًا لمنصب الإمامة وعلى خلاف مع عمه الإمام "
المنصور " في نفس الوقت ، وقد آزر أهل الروضة في حركتهم الثورية ضد عمه سواء رغبة أو رهبة ، كما
وصلت بعض قبائل " آل الكبسي" من خولان ومعهم آخرون ، وبعد إعلان الثورة التي وصفت بأنها حركة ،
كانت لها خطرها على الإمام " المنصور " بسبب قرب الروضة من العاصمة صنعاء من جانب ولسوء أحوال
الإمام " المنصور " ومن جانب آخر فقد هوجمت داره في الروضة دار البشائر ، كما نهبت كذلك بيوت
أهل صنعاء المغلقة التي يغادرها أصحابها من الأغنياء في موسم الأعناب ، وطرد عامل الإمام " المنصور "
، كما أرسلت رسائل الدعوة إلى مختلف المناطق خاصة إلى القاضي " عبدالله العنسي " صاحب برط معلنين
بأن ما قاموا به هو واجب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى إثرها قام الإمام " المنصور "
بإرسال القاضي " أحمد بن محمد الحرازي " إلى الروضة حام ً لا منه رسائل كتبها كبير قضاته الإمام "
الشوكاني " تتضمن الموافقة على كل ما طلبوه من العدل والأمان لهم فما رجعوا بل صمموا على ما عزموا
عليه ، وبصعوبة تمكن رسول الإمام " المنصور " - الحرازي - من الهروب من الروضة ناجيًا بحياته ، وقد
حاول الأمير " أحمد بن المنصور " أن يقنع " آل الكبسي " بالتراجع عن موقفهم وأرسل - سكرتيره الخاص –
" حسن بن علي بن عبد الواسع " بمهمة مشابهة لمهمة " الحرازي " إلا أنها - أيضًا - لم يكتب لها النجاح .
وقد تمكن الأمير " أحمد " بعد ذلك من استدعاء القبائل القريبة من العاصمة صنعاء ، وهي بنو الحارث ،
وبلاد البستان - بني مطر- وبنو حشيش ، وهي القبائل الأكثر ولاء للعاصمة ، ولما تجمع له العدد المطلوب
بالإضافة إلى بعض جنده غادر صنعاء في الأسبوع الأخير من ذي القعدة سنة (( 1222 هجرية ) ديسمبر
1807 ميلادية )) وعسكر في قرية الجراف في منتصف الطريق تقريبًا بين صنعاء والروضة ، وكان قد )
مضى شهر على حركة " آل الكبسي " ، وقد سيطر الأمير على الطرقات ، وقطعت الإمدادات الغذائية عن
الروضة ، وكذلك مصادر المياه – حيث كانت من أهمها غيل " المهدي " وغيل " مصطفى " ، وقد كانا يجريان
تحت الأرض على عمق( مترين أو ثلاثة ) حتى استسلم " آل الكبسي " ومؤيدوهم يوم الخميس 27 ذي
القعدة سنة( 1222 هجرية ) بعد مناوشات قليلة ، ودخل الأمير " أحمد " الروضة صباح اليوم التالي ، وفي
يوم السبت الأول من ذي الحجة سنة ( 1222 هجرية ) اصطحب الأمير " أحمد " أسراه من " آل الكبسي "
وابن عمه " أحمد بن عبدالله بن المهدي " وغيرهم من المشاركين في الحركة ، ودخل بهم إلى العاصمة
صنعاء ظافرًا منتصرًا حيث أحضرهم إلى الإمام " المنصور " الذي كان قد قرر إعدامهم إلا أن وساطة الإمام "
الشوكاني " حالت دون ذلك ، وتقرر حبسهم فقط ، وهكذا شهدت الروضة أحداثًا عاصفة خلال الفترات
اللاحقة .
وأراضي الروضة خصبة جدًا يزرع فيها التين والشعير والحنطة إضافة إلى بساتينها الغناء المليئة بأعراش
الأعناب ذات الصنف الممتاز المشهورة ( بالعنب الروضي ) فقد كان أثرياء صنعاء يمتلكون فيها بساتين ،
وبها منازل لهم يستخدمونها في موسم الأعناب حيث تكثر فيها زراعته إلى جانب الزيتون والمشمش والرمان
والليمون وغيرها من الفواكه والخضار ، وقد شهدت مدينة الروضة تطورات عمرانية خلال عصورها
الإسلامية واكبتها عناصر فنية وهندسية وكتابات ذات طابع محلي تدل على قدرة الفنان اليمني ومهارته في
تنفيذه تلك المعالم التي تشهد على ذلك ، ومن تلك المعالم المساجد التي تصل إلى أكثر من ( عشرين مسجدًا
) إلى جانب قبور العلماء الإجلاء ومن أهم معالم الروضة الجامع الكبير :
-1 الجامع الكبير :
الجامع الكبير هو الجامع التاريخي الذي بناه " أحمد بن الإمام القاسم بن محمد " (( 1007 1066 هجرية )
( 1597 1656 ميلادية )) ، وكان يعرف " أحمد بن الإمام القاسم " ب( أبي طالب ) ، وإليه تنسب
ذريته " بيت أبي طالب " الساكنون إلى اليوم في الروضة .
يقع هذا الجامع في وسط مدينة الروضة ، بدأ ببنائه في سنة ( 1044 هجرية ) ، وكان الفراغ منه في
سنة ( 1049 هجرية ) .
- التخطيط المعماري للجامع : الجامع عبارة عن مبنى مستطيل يتجه من الجنوب إلى الشمال، له ثلاثة أبواب
في جداره الغربي ، وثلاثة أبواب في جداره الجنوبي ، وباب واحد في جداره الشرقي ، وإلى جنوب الجامع
صرح مكشوف ، تقع إلى جنوبه الحمامات ، وفي الركن الجنوبي الغربي للجامع توجد المئذنة ، وإلى جوارها
إيوانان فيهما بعض القبور .
يتكون مبنى الجامع من أربعة أروقة وصحن مكشوف في الوسط ، فتحت إليه الأروقة الشرقي والشمالي ،
والغربي ، أما الصحن الجنوبي فلا يوجد له أبواب تفتح إليه .
- الرواق الشمالي ( رواق القبلة أي بيت الصلاة ) : يتكون هذا الرواق من شكل مستطيل ، مقسم إلى
بلاطتين تقوم على مجموعة من الأعمدة عددها ثمانية يرتكز عليها عقود مفصصة ، وهذه العقود تسير
موازية لرواق القبلة ، وتختلف فيها أشكال الأعمدة فمنها المضلع ومنها المستدير ، ولهذه الأعمدة تيجان
على شكل زهرة اللوتس المفتوحة وبعضها أعمده تيجانها على شكل معين ، يتوسط جدار القبلة المحراب ،
ويبدو على هيئة تجويف يعلوه عقد مدبب وأعلى العقد أشرطة كتابية لآية من القرآن الكريم ، نصها : ( يا
أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ..... ) يرتكز عقد المحراب على عمودين تزينهما زخارف
نباتية أو ما يطلق عليها زخرفة الأرابسك ويعلو العمودين تاجان ، وكوشات العقود مليئة بزخارف
هندسية ، عبارة عن أشكال سداسية متكررة ، وبطن العقد مزين بزخارف نباتية عبارة عن زهرة التوليب
شقائق النعمان وزهرة القرنفل بشكل متكرر ، أما دخلة المحراب فهي مزخرفة في الأعلى بشكل طاقية ،
تظهر عليها زخرفة شجرة الحياة ، وأسفلها زخارف نباتية قوامها أوراق رمحية وأوراق مسننة وزهرة
الرُمان .
يفتح رواق القبلة على صحن الجامع بثلاثة أبواب تعلوها عقود متواترة على نمط عقود العمارة العثمانية ،
تأثيرات تركية ، ويتخلل تلك الأبواب ثلاث نوافذ .
- الرواق الشرقي : يتكون من بلاطتين بواسطة بائكة من الأعمدة عددها سبعة تحمل عقودًا مدببة تتجه
عمودية على جدار القبلة ، ويفتح في الجدار الشرقي باب يؤدي إلى الخارج ، وباب آخر يؤدي إلى مكتبة
الجامع التي تقع إلى شرق الجامع ، كما يفتح فيه باب من الجهة الجنوبية يؤدي إلى الرواق الجنوبي ، وفي
جداره الغربي تفتح عدة أبواب على الصرح المكشوف
- الرواق الغربي : وهو يشبه الرواق الشرقي ، ويتميز أن جداره الغربي يفتح فيه عدد كبير من الأبواب
عددها ثلاثة أبواب ، إضافة إلى أربع نوافذ .
- الرواق الجنوبي : يتكون من بلاطتين ، بواسطة بائكة من الأعمدة عددها ثمانية تحمل عقودًا مدببة تتجه
موازية لجدار القبلة يفتح في جداره الشمالي ثلاثة أبواب على الرواق الشرقي باب وبابين على الرواق
الغربي ويتوسطه محراب مزخرف ويفتح في جداره الجنوبي ثلاثة أبواب على الصرح .
- المئذنة :- تقع في الركن الجنوبي الغربي للجامع ، وقد سقطت منارة هذا الجامع قبل ( ستين
عامًا ) تقريبًا -إن لم يكن أكثر- حيث سقط أجزاء من بدنها الإسطواني ، ثم أعيد بناؤها في سنة ( 1343
هجرية ) .
وتتكون المئذنة من قاعدة مربعة كبيرة ، توجد في الجهة الشرقية منها ثلاث فتحات ذات عقود دائرية وهي
فتحات صماء ، وفي القاعدة الباب الذي يدخل منه إلى داخل المئذنة التي يصعد إليها عبر درج بنيت من
أحجار الحبش ، والقاعدة بالكامل مبنية بالأحجار ، أما بدن المئذنة الإسطواني فهو مبني بالطوب المحروق
الآجر ومزين بزخارف نباتية متنوعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق