صنعاء قبلة السياح ، ومدرسة المعماريين ، وكنز الأثريين ، يستمتعون بفنها وثقافتها وطبيعة الحياة فيها ، ولقد اهتمت بها دول العالم والمؤسسات الثقافية العالمية بعد النداء الذي وجهته المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".
يتفق المؤرخون على أن مدينة صنعاء واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان.. بعض الكتابات التاريخية تقول : إن " سام بن نوح " ـ عليه السلام ـ هو الذي أسسها ومن هنا جاءت تسميةصنعاء بمدينة سام نسبة إليه .ونظراً لعدم وجود تاريخ محدد لتأسيس المدنية فإن أسماءها تعددت فإلى جانب اسم مدينة سام ، عرفت باسم آزال ، وظلت صنعاء تعرف باسم مدينة "آزال" في الجاهلية وما زال معروفاً حتى اليوم. ويؤكد المؤرخون هذا الاسم اعتماداً على ورودها في التوراة به .
وتسميتها بمدينة صنعاء يختلف المؤرخون حول ذلك بعضهم يعيد اسم صنعاء إلى الأحباش الذين احتلوها عام 340 للميلاد ؛ حيث يذكر ياقوت الحموي في " معجم البلدان " أن الأحباش لما احتلوا اليمن دخلوا المدينة فوجودها مبنية بالحجارة حصينة ، فقالوا هذه صنعة ؛ ومعناها حصينة فسميت صنعاء بذلك و بعضهم يعلل تسمية صنعاء باشتهارها بجودة الصناعة ، و بعضهم ينسبها إلىصنعاء وهو اسم رجل من أحفاد سام وبرغم تعدد الأسماء وتعدد تعليلاتها إلا أن صنعاء يبقى هو الاسم الأكثر شيوعاً الذي عرفت به المدينة.
الموقع
تقع صنعاء القديمة في السفح الغربي لجبل "نُقُمْ"، وكانت المدينة محاطة بسور مازالت آثاره واضحة، ومازالت بعض أبراجه ماثلة وتجري عمليات ترميمه اليوم.
ترتفع صنعاء عن سطح البحر 2300م ، وهي مدينة جبلية ، ولذلك فإن أبنيتها مرتفعة تصل إلي حدود تسعة طوابق، وهي تختلف عن المدن اليمنية الساحلية التي لا ترتفع أكثر من طابقين .
سورها والأبواب
سور صنعاء من الطين ، طوله تقريبا (6200) متر ، ويعود تاريخه إلى العصر السبئي القديم.. و أبوابها سبعة ، كانت تغلق الساعة الثامنة مساء تقريباً، وتفتح مع بداية صلاة الفجر . وقد اندثرت جميعها إلا باب اليمن. والأبواب السبعة لصنعاء هي: ( باب اليمن ، باب السبح ، باب عامر ، باب البلقة ، باب شعوب ، باب القاع، باب السلام ) . وفي ذلك يقول الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح :
صنعاء عاصمة الروح.
أبوابها سبعة.
والفراديس أبوابها سبعة.
كل باب يحقق أمنية للغريب.
ومن أي باب دخلت
سلام عليك.
طبيعة مبانيها
مدينة صنعاء كباقي المدن الجبلية اليمنية تتألف من نسيج عمراني متلاحم لا تفصله إلا حارات ودروب ضيقة ، وترتفع البيوت إلي ما يقرب من ثلاثين مترًا أحيانًا، فهي أبنية سامقة كالأبراج البابلية ، مؤلفة من خمسة طوابق وتصل إلي تسعة طوابق في بعض الأبنية. وتفتح واجهات هذه الأبنية على الحارات والدروب ، أو على البساتين التي تسمي "المقشامة" . .
ويبلغ عدد المساكن العالية في صنعاء القديمة اليوم سبعة آلاف مسكن تقريباً، وأقدم مسكن فيها يعود إلي 400 سنة خلت ، وكثير منها يعود إلي 250 ـ 350 سنة وبعضها حديثة يعود إلي 50 ـ 150 سنة .
ويبلغ عدد سكان صنعاء القديمة في عام 1989 ثمانية وأربعين ألفًا، وهم بازدياد مطّرد. وفيصنعاء حوالي تسعة وأربعون مسجدًا، وسبعة عشر حمامًا في قسميها الشرقي والغربي .
إن منشآت صنعاء القديمة مبنية من الحجر في أقسامها السفلي، ثم من الياجور "وهو ألواح الطين المشوي" في أقسامها العليا، وذلك للتخفيف من الحمولات. وهي تنفتح على الخارج بواسطة شبابيك ومشربيات ونوافذ عريضة، وتشكل واجهاتها الأربع مجالاً للزخرفة المعمارية المؤلفة من أشكال الفتحات ومن الزخارف الأفقية "الأحزمة" التي تفصل ما بين الطوابق ، أو الزخارف التي تحيط الفتحات أو تزين بعض الجدران. وتستمد الزخارف صيغها من العناصر الطبيعية، وخاصة من النباتات .
ويستعمل الدور الأرضي كمخازن للحبوب والحطب، وكحظائر للماشية ومستودعٍ لعلفها.
ويسمي الطابق الأول "الحافة السفلي" وهو مؤلف من حجرات واسعة تسمى "الدواوين". والطابق الثاني خاص بالمعيشة مخصص للنساء والأكل والنوم والسهرات العائلية، ويسمى "الحافة الوسطى"، وهو مؤلف من حجرات موزعة علي أطراف البناء الأربعة تسمى "المناظر". وتسمي بحسب الجهات التي تشرف عليها، المنظر العدني في الجنوب، والمنظر القبلي في الشمال، ثم المنظر الشرقي والمنظر الغربي .
أما الأدوار العليا، فينفرد بها الرجال وبخاصة الحجرة المبنية في أعلى البيت وتسمى الواحدة منها "مفرج"، وهي غرفة مستطيلة ذات نوافذ واسعة منخفضة تفسح المجال لرؤية البساتين والمشاهد الجميلة، ويجلس السمّار في المفارج علي مجالس بعد الظهيرة، يمضغون القات، ويدخنون السجائر أو النرجيلة ، ويستمعون إلي الموسيقى " العود " والغناء، أو ينشدون الشعر ويتحدثون في التاريخ والأدب . وترتفع المفارج عن مستوى الطابق الأخير بغرفة قليلة الارتفاع تحيطها فسحة مسورة ..
وفي كل بيت بئر تغذي أصحاب البيت بالماء اللازم للغسل والتنظيف. وحاليا تستبدل بخزانات المياه في سطوح تلك المنازل.
الأسواق
تمتاز صنعاء بأسواقها التي تقع إلي جهة الغرب. ولكل حرفة أو تجارة سوق، مثل سوق البقر وسوق البزّ وسوق الحب، وسوق الحرير، وسوق الحلقة وسوق الزبيب وسوق العلف وسوق العنب ، وسوق الفضة وسوق القشر وسوق القصب وسوق الكوافي وسوق الملح وسوق النحاس. وحاليّا في صنعاء القديمة ألف وسبعمائة دكان وثلاثون سمسرة. والدكان حجرة صغيرة مربعة مرتفعة عن مستوي الطريق العام . والسمسرات (جمع سمسرة)، هي فنادق للمسافرين والتجار وقوافلهم، وتقع في أطراف السوق، وهي أبنية مغطاة بعقود مؤلفة من طابقين أو ثلاثة في كل طابق عدد من الغرف التي تنفتح على فناء السمسرة المغطى في الأعلى ، والطابق الأرضي مع أرض الفناء مخصص للقوافل والبضائع والدواب، أما الطوابق العليا فهي لإقامة المسافرين . في خدماتها تشبه إلى حدٍ ما الخانات في الشام .
يتفق المؤرخون على أن مدينة صنعاء واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان.. بعض الكتابات التاريخية تقول : إن " سام بن نوح " ـ عليه السلام ـ هو الذي أسسها ومن هنا جاءت تسميةصنعاء بمدينة سام نسبة إليه .ونظراً لعدم وجود تاريخ محدد لتأسيس المدنية فإن أسماءها تعددت فإلى جانب اسم مدينة سام ، عرفت باسم آزال ، وظلت صنعاء تعرف باسم مدينة "آزال" في الجاهلية وما زال معروفاً حتى اليوم. ويؤكد المؤرخون هذا الاسم اعتماداً على ورودها في التوراة به .
وتسميتها بمدينة صنعاء يختلف المؤرخون حول ذلك بعضهم يعيد اسم صنعاء إلى الأحباش الذين احتلوها عام 340 للميلاد ؛ حيث يذكر ياقوت الحموي في " معجم البلدان " أن الأحباش لما احتلوا اليمن دخلوا المدينة فوجودها مبنية بالحجارة حصينة ، فقالوا هذه صنعة ؛ ومعناها حصينة فسميت صنعاء بذلك و بعضهم يعلل تسمية صنعاء باشتهارها بجودة الصناعة ، و بعضهم ينسبها إلىصنعاء وهو اسم رجل من أحفاد سام وبرغم تعدد الأسماء وتعدد تعليلاتها إلا أن صنعاء يبقى هو الاسم الأكثر شيوعاً الذي عرفت به المدينة.
الموقع
تقع صنعاء القديمة في السفح الغربي لجبل "نُقُمْ"، وكانت المدينة محاطة بسور مازالت آثاره واضحة، ومازالت بعض أبراجه ماثلة وتجري عمليات ترميمه اليوم.
ترتفع صنعاء عن سطح البحر 2300م ، وهي مدينة جبلية ، ولذلك فإن أبنيتها مرتفعة تصل إلي حدود تسعة طوابق، وهي تختلف عن المدن اليمنية الساحلية التي لا ترتفع أكثر من طابقين .
سورها والأبواب
سور صنعاء من الطين ، طوله تقريبا (6200) متر ، ويعود تاريخه إلى العصر السبئي القديم.. و أبوابها سبعة ، كانت تغلق الساعة الثامنة مساء تقريباً، وتفتح مع بداية صلاة الفجر . وقد اندثرت جميعها إلا باب اليمن. والأبواب السبعة لصنعاء هي: ( باب اليمن ، باب السبح ، باب عامر ، باب البلقة ، باب شعوب ، باب القاع، باب السلام ) . وفي ذلك يقول الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح :
صنعاء عاصمة الروح.
أبوابها سبعة.
والفراديس أبوابها سبعة.
كل باب يحقق أمنية للغريب.
ومن أي باب دخلت
سلام عليك.
طبيعة مبانيها
مدينة صنعاء كباقي المدن الجبلية اليمنية تتألف من نسيج عمراني متلاحم لا تفصله إلا حارات ودروب ضيقة ، وترتفع البيوت إلي ما يقرب من ثلاثين مترًا أحيانًا، فهي أبنية سامقة كالأبراج البابلية ، مؤلفة من خمسة طوابق وتصل إلي تسعة طوابق في بعض الأبنية. وتفتح واجهات هذه الأبنية على الحارات والدروب ، أو على البساتين التي تسمي "المقشامة" . .
ويبلغ عدد المساكن العالية في صنعاء القديمة اليوم سبعة آلاف مسكن تقريباً، وأقدم مسكن فيها يعود إلي 400 سنة خلت ، وكثير منها يعود إلي 250 ـ 350 سنة وبعضها حديثة يعود إلي 50 ـ 150 سنة .
ويبلغ عدد سكان صنعاء القديمة في عام 1989 ثمانية وأربعين ألفًا، وهم بازدياد مطّرد. وفيصنعاء حوالي تسعة وأربعون مسجدًا، وسبعة عشر حمامًا في قسميها الشرقي والغربي .
إن منشآت صنعاء القديمة مبنية من الحجر في أقسامها السفلي، ثم من الياجور "وهو ألواح الطين المشوي" في أقسامها العليا، وذلك للتخفيف من الحمولات. وهي تنفتح على الخارج بواسطة شبابيك ومشربيات ونوافذ عريضة، وتشكل واجهاتها الأربع مجالاً للزخرفة المعمارية المؤلفة من أشكال الفتحات ومن الزخارف الأفقية "الأحزمة" التي تفصل ما بين الطوابق ، أو الزخارف التي تحيط الفتحات أو تزين بعض الجدران. وتستمد الزخارف صيغها من العناصر الطبيعية، وخاصة من النباتات .
ويستعمل الدور الأرضي كمخازن للحبوب والحطب، وكحظائر للماشية ومستودعٍ لعلفها.
ويسمي الطابق الأول "الحافة السفلي" وهو مؤلف من حجرات واسعة تسمى "الدواوين". والطابق الثاني خاص بالمعيشة مخصص للنساء والأكل والنوم والسهرات العائلية، ويسمى "الحافة الوسطى"، وهو مؤلف من حجرات موزعة علي أطراف البناء الأربعة تسمى "المناظر". وتسمي بحسب الجهات التي تشرف عليها، المنظر العدني في الجنوب، والمنظر القبلي في الشمال، ثم المنظر الشرقي والمنظر الغربي .
أما الأدوار العليا، فينفرد بها الرجال وبخاصة الحجرة المبنية في أعلى البيت وتسمى الواحدة منها "مفرج"، وهي غرفة مستطيلة ذات نوافذ واسعة منخفضة تفسح المجال لرؤية البساتين والمشاهد الجميلة، ويجلس السمّار في المفارج علي مجالس بعد الظهيرة، يمضغون القات، ويدخنون السجائر أو النرجيلة ، ويستمعون إلي الموسيقى " العود " والغناء، أو ينشدون الشعر ويتحدثون في التاريخ والأدب . وترتفع المفارج عن مستوى الطابق الأخير بغرفة قليلة الارتفاع تحيطها فسحة مسورة ..
وفي كل بيت بئر تغذي أصحاب البيت بالماء اللازم للغسل والتنظيف. وحاليا تستبدل بخزانات المياه في سطوح تلك المنازل.
الأسواق
تمتاز صنعاء بأسواقها التي تقع إلي جهة الغرب. ولكل حرفة أو تجارة سوق، مثل سوق البقر وسوق البزّ وسوق الحب، وسوق الحرير، وسوق الحلقة وسوق الزبيب وسوق العلف وسوق العنب ، وسوق الفضة وسوق القشر وسوق القصب وسوق الكوافي وسوق الملح وسوق النحاس. وحاليّا في صنعاء القديمة ألف وسبعمائة دكان وثلاثون سمسرة. والدكان حجرة صغيرة مربعة مرتفعة عن مستوي الطريق العام . والسمسرات (جمع سمسرة)، هي فنادق للمسافرين والتجار وقوافلهم، وتقع في أطراف السوق، وهي أبنية مغطاة بعقود مؤلفة من طابقين أو ثلاثة في كل طابق عدد من الغرف التي تنفتح على فناء السمسرة المغطى في الأعلى ، والطابق الأرضي مع أرض الفناء مخصص للقوافل والبضائع والدواب، أما الطوابق العليا فهي لإقامة المسافرين . في خدماتها تشبه إلى حدٍ ما الخانات في الشام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق