مدينة سام بن نوح وعرش بلقيس ومملكة سبأ وقصر رغدان
تعني صنعاء "المدينة المحصنة" وهي اقدم مدن العالم المأهولة بالسكان وتبدو المنازل والشوارع الضيقة وكأننا نعيش في القرون الوسطى الحياة البدائية، وكانت على مدى قرون عديدة العاصمة الاقتصادية والسياسية والدينية لليمن.
وتقول الكتب التاريخية ان لها الكثير من الاسماء والالقاب منها على سبيل المثال لا الحصر "مدينة سام بن نوح، أزل وهو الاسم الذي يقال انه جاء ذكره في التوارة، اما صنعاء وهو الاكثر شهرة حديثا فإنه يعني المدينة المحصنة" بل ان الوثائق التاريخية تقول بان هذا الاسم ظهر ضمن المخطوطات والاعمال المنقوشة القديمة ومنها خلال القرن الاول الميلادي حيث كان "ذو نواس "هو اخر ملوك الدولة الحميرية القديمة وهو اول من اعتبرها وجعلها العاصمة والمركز الرئيسي لسلطته وحكومته في بداية القرن السادس الهجري وفي الوقت نفسه قام الاحباش بتخصيص تلك المدينة عاصمة لهم في عام 525.
عرش بلقيس
وهناك من يقول ان اسم صنعاء جاء اعتمادا على وجود خاصية "جودة الصنعة" في تلك المنطقة وكان اسمها في الجاهلية ازال حتى دخلها الاحباش حينما كانت مشيدة بالحجارة الحصينة فقالوا هذه "صنعة" ومعناها "حصينة" ومنذ ذلك الوقت اطلقوا عليها هذه الاسم. بل واتجاه اخر يرى في تفسير اخر لاسم صنعاء وذلك لان "ازل " تعني باللغة الحبشية "صنع" اي القوة والصلابة.
وتقع صنعاء وسط الهضبة اليمنية في قاع صنعاء بين جبلي نقم وعيبان وعلى ارتفاع نحو2200 متر فوق سطح البحر وتسمى مدينة سام عند اهل الاخبار ومدينة أزال في قصائد الشعراء، اما تسميتها بصنعاء فنسبة الى جودة الصنعة في ذاتها كقولهم إمرأة حسناء وهو اسم عرفت به منذ ميلاد المسيح عليه السلام وقلبها صنعاء القديمة التي لا زالت محتفظة بطابعها المعماري الاصيل واهم المعالم السياحية والاثرية قصر غمدان، الجامع الكبير، سوق الملح، السماسر القديمة، باب اليمن، المتحف الوطني، المتحف الحربي، الحمامات القديمة، وادي ظهر.
اصالة التسمية
ويقع في شمال غرب صنعاء القصر الصيفي السابق للإمام، مقام على صخور تطل على وادي "ظهر". وتضم الجزء الغربي حارة اليهود حيث الصناعات المهنية اليدوية مثل تصنيع الذهب والفضة والتطريز. وقد خفت عزلة صنعاء التقليدية عند بداية عام 1961 حيث فتحت طرق وموانئ الحديدة اضافة الى طريق اخر يصل الى منطقة تعز حيث تم ربطه بالميناء القديم الذي يسمى "المخا". وتكسو "وادي ظهر" المساحات الخضراء واشجار الفواكه وذلك على طول 6 كيلومترات، ومن ابرز مبانيه الموجودة في الوادي "قصر الحجر" الشهير.
ومن معالم الوادي ايضا مدينة "جيمان" والتي اشتهرت على مر العصور القديمة بالابداع في فنون العمارة عند بناء القصور والحصون المنيعة حيث تحتضن قبر الملك الحميري المشهور باسم "ابي كرب اسعد".
وهناك قرية "شبام الغراس او شبام سخيم" وما يميزها عن غيرها انها تضم تراث وبناء وتاريخ ملموس يعود الى ما قبل الاسلام وما بعده ايضا ومن ذلك المقابر الصخرية - تتكون من غرفة منحوتة داخل الصخر وترتفع بنحو 4 أمتار عن سطح الجبل - التي كانت مخصصة للملوك والحكام الذين تعاقبوا على حكم المنطقة خلال القرن الثاني بعد الميلاد، بل اثبتت الشواهد وعمليات الحفريات اليمنية وجود بعد الموميات المحنطة التي لا يزال بعض منها في المتاحف اليمنية.
وتوجد الحصون المنيعة التاريخية ايضا في قريتي "مناخة وحاز" اللتان كانتا من اكثر المناطق ازدهارا اقتصاديا ومعماريا خلال القرن الثالث الميلادي، اما مدينة "حفة همدان" فقد عاشت نهضتها في القرن الثالث قبل الميلاد بل انها لا تزال تحمل اثار تلك الحقبة السحيقة وذلك بوجود تراث من معبد ونقوش تاريخية قديمة على جدران وواجهات مباني القرية.، ومن المناطق التاريخية ايضا: "بين بهلول، حوث، نهم، ناعط، بين مطر، ريمة، سنحان، خولان.. وغيرها".
احتضنت المدينة العديد من المساجد والمدارس الاسلامية منذ الفجر الاول للإسلام وحكمت المدينة بحزم خلال الحكم العثماني من قبل الامام من اوائل القرن السابع عشر حتى عام 1872، ومن اشهر المساجد،الجامع الكبير وتم بناؤه على نفس نمط الحرم المكي،وقد حل محل كنيسة ابرهة الحبشي "القليس" التي اقامها في صنعاء لتكون بديلا للكعبة الشريفة في مكة المكرمة، وبنى الجامع في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث امر ببنائه في السنة الثامنة للهجرة، واحضرت حجارته من قصر غمدان وقصر سبأ.
اسوار من الجبال
اما السور الضخم فيبلغ ارتفاعه6200 متر هو من المعالم التاريخية القديمة ويعود الى العصر السبئي القديم والعصر الحميري والعصر الاسلامي ويرجع الى القرن الميلادي الاول وهو يأخذ شكل رقم 8 باللغة الانجليزية وله 6 بوابات كانت تغلق بحلول الساعة الثامنة مساء فيما يتم فتحها مع بداية صلاة الفجر، هذا التراث قد اندثر الا من باب واحد هو باب اليمن لا يزال شاهدا على عظمة هذه المدينة وتاريخها وامكانياتها، وكان له في العهد القديم 4 ابواب هي:
باب شعوب، باب السبح، باب ستران وباب اليمن فيما تم بعد ذلك زيادة الابواب منها باب الشقاريف وباب خزيمة. ويؤكد أحد المؤرخين اليمنيين "محمد الفرح" ان سور اليمن وجد في عهد الدولة اليعفرية خلال السنوات 439 - 532 هجرية في القرن الرابع الهجري، وكذلك في الدولة الصليحية في القرن الخامس والسادس الهجري، اما في عام 569 خضعت اليمن لسيطرة الدولة الايوبية بقيادة صلاح الدين الايوبي حيث ارسل شقيقه "نور شاه" و"طغتكين بن ايوب" الذي قام ببناء سور صنعاء فيما قال انه قام بتكملته. ويقال ان بانيه هو "شعرم اوتر".
اما منازل المدينة فلها مواصفات خاصة بالبناء والسكن ايضا، فهي اولا ذات ارتفاعات في متوسطها من 5 طوابق ذات تقسيمات خاصة من الداخل حيث تعتبر دائما الطوابق الارضية بمثابة مخزن للمنزل او لتربية الماشية ولوازمها ثم صالة الديوان الكبير والذي يخصص للمناسبات الاجتماعية ثم تأتي غرف الدور الثاني وهي مخصصة للنساء فيما تكون باقي الادوار العليا للرجال، وفي تلك المجالس يسمع الحاضرون لقصائد الشعر والنثر والاجتماعات والمناسبات الادبية، كما توجد في معظم المنازل العديد من الابواب المخفية التي تعتبر مكانا سريا يتم فيه حفظ الاسلحة والبنادق اضافة الى الاشياء الثمينة والتحف النادرة ذات القيمة العالية.
وتتميز بنايات العاصمة بانها تحمل لون الرمل حيث لون الطوب الذي دخل في بنائها اي الطوب ذات اللون الوردي الذي يكتسي بلون اسمر مذهب ويمكن القول ان هذا اللون هو لون العاصمة الحالية والمدينة التاريخية قديما والتي يتزامن تاريخها الذي يعود الى الاف السنين مع وجود تلك البنايات التاريخية
قصر غمدان التاريخي وتضم صنعاء قصر غمدان اقدم بل اول قصور اليمن واشهرها واكثرها تميزا وندرة والذي بناه هو الذي بنى صنعاء سام بن نوح.
وجاء في كتاب "الاكليل" للمؤرخ اليمني ابو محمد الحسن الهمداني "ان سام بن نوح فكر في السكن في ارض الشمال فاقبل طالعا من الجنوب يرتاد اطيب البلاد حتى صار الى الاقليم الاول فوجد اليمن اطيبه مسكنا وارتاد اليمن فوجد حقل صنعاء اطيبها فوضع مقرانه - وهو الخيط الرفيع الذي يقدر به البناء اذا مد بموضع الاساس - في ناحية "فج عضدان" في غربي الحقل مما يلي جبل عيبان، فبنى الركن الذي يوضع عليه الاساس فلما ارتفع الركن بعث الله طائرا اختطف المقرانة وطار بها وسام يتبعه لينظر اين يسقطه، فتوجه الطائر الى جيوب النعيم، ما ارتفع من الارض ودون الهضبة، من سفح جبل نقم، فوقع بها، فلما اقترب منه طار بها وطرحها على حرة غمدان ـ الحرة بلهجة اهل اليمن هي الارض المدرجة في المرتفعات ـ فلما استقرت المقرانة على حرة غمدان علم سام انه قد امر بالبناء هناك فاقام قصر غمدان وحفر بئره".
اسواق نادرة
خضعت صنعاء خلال القرن السادس عشر للاحتلال من قبل الطورانيين بعد اختيار اليمن من قبل الاتراك باعتبارها منطقة آمنة بعيدة عن الخطر مما دفعهم لبناء قصر في منطقة الغرب حيث تركزت القوات المسلحة حيث سميت بعد ذلك بحارات السلطان. وبعد 55 عاما من الحكم الايوبي تحولت السلطة والحكم الى الموالين وانصارهم الذين حولوا العاصمة الى تعز. المدينة كانت ضمن اهداف العثمانيين خلال حكم سليمان.
الحكام العثمانيين حكموا من قصر الصالح في صنعاء في الشرق، اما الحاكم سنان باشا كان له جامع كبير وحمام كبير في المنطقة وهي لاتزال حتى الان تستخدم بشكل طبيعي. وانتشرت اسطورة صنعاء خلال القرن الثامن عشر في اوروبا حيث وصلت اول حملة ومهمة علمية اوروبية الى صنعاء من الدنمارك ومن ثم تبعها حملات وزيارات عديدة حتي يومنا الحالي. وقد بدأ تاريخ المدينة الحديث في عام 1872 ابتداء من الغزو الثاني من قبل الاتراك.
وبعد دخول الاسلام اصبحت صنعاء ضمن 6 ولايات كما قسمها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث سكنها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وفي عهد الخلفاء الراشدين عم السلام صنعاء وعندما نشب خلاف بين علي ومعاوية قررت الوقوف الى جانب علي الامر الذي دفع بمعاوية الى ارسال حملة لتوطيد مركزه وتعزيز الدولة الاموية في اليمن، ثم جاءت فترة حكم الدولة اليعفرية 294 هـ - 897 م وبعدها الدولة الايوبية، ثم الدولة الرسولية التي استمرت 223 عاما توحدت خلالها اليمن حتى جاء عهد الأئمة الذي شهد خلافات وصراعات طويلة انتهت بولاية الامام يحيى العثماني في عام 1918
كبار الاعلام
ويقال انه قد دخلها ايضا عدد من الصحابة ومنهم ثمامة وعلي بن ابي طالب التي لا يزال مسجده حتى الان، ومولى عثمان بن عفان ووهب بن منبه التابعي وطاووس اليماني التابعي الكبير وعبد الله بن كثير احد القراء السبعة والامام محمد بن اسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام.
وقيل فيها: صنعاء لا ارتضي عن اهلها بدلا اكرم بها وبسكان بها نزلوا لم انس طيبا لاوقاتي بساحتها والسحب باقية والبرق مبتسم
قالوا قديماً ان الحكمة يمانية...
ففي صنعاء التي تعني التاريخ الاول للحضارات الانسانية تختلط روائح البخور والتوابل والحبوب بروائح التاريخ العبقة التي تفوح من اركانها ممثلة في القصص والحكايات، ولا غرابة في ذلك اذا ما فتحنا سجلات الماضي التي تقول بانها اقدم مدينة مأهولة في شبة الجزيزة العربية واول من قام ببنائها سام بن نوح عليه السلام، وعاش فيها النبي سليمان، وعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه، والعديد من الصحابة والرواة واحتضنت مملكة سبأ وعرش بلقيس، وعلى ارضها كان الطوفان وسفينة نوح وقوم عاد وثمود ومن تربتها خرج يعقوب وقحطان. وفي صنعاء يرقد تاريخ الحضارات الفارسية واليونانية والرومانية والبيزنطية والفنيقية والاسلامية.
تعني صنعاء "المدينة المحصنة" وهي اقدم مدن العالم المأهولة بالسكان وتبدو المنازل والشوارع الضيقة وكأننا نعيش في القرون الوسطى الحياة البدائية، وكانت على مدى قرون عديدة العاصمة الاقتصادية والسياسية والدينية لليمن.
وتقول الكتب التاريخية ان لها الكثير من الاسماء والالقاب منها على سبيل المثال لا الحصر "مدينة سام بن نوح، أزل وهو الاسم الذي يقال انه جاء ذكره في التوارة، اما صنعاء وهو الاكثر شهرة حديثا فإنه يعني المدينة المحصنة" بل ان الوثائق التاريخية تقول بان هذا الاسم ظهر ضمن المخطوطات والاعمال المنقوشة القديمة ومنها خلال القرن الاول الميلادي حيث كان "ذو نواس "هو اخر ملوك الدولة الحميرية القديمة وهو اول من اعتبرها وجعلها العاصمة والمركز الرئيسي لسلطته وحكومته في بداية القرن السادس الهجري وفي الوقت نفسه قام الاحباش بتخصيص تلك المدينة عاصمة لهم في عام 525.
عرش بلقيس
اختلفت الاراء حول العهد الاول للمدينة فاتجاه يرى انها كانت توجد في ظل حكم بلقيس بنت اليشرح ملكة سبأ في القرن العاشر قبل الميلاد كما ان اول ذكر لصنعاء في نقش من عهد "كرب ال وتار يهنعم ملك سبأ وابنه هلك امر" فيما قال رأي اخر ان اول من خطط المدينة هو ملك سبأ وذلك قبل حكم الملكة بلقيس.
ويقول ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان (لما دخلت الحبشة اليمن قالوا نعم نعم، فسمى الجبل نعم، ان انظر، فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة فقالوا: هذه صنعة ومعناه "حصينة" فسميت صنعاء بذلك، ولم يكن باليمن اكبر ولا اكثر مرافق واهلا من صنعاء وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول المرء من مكان طول عمره صيفا وشتاء" ويقال ان اسمها أزال وهو اسم ورد في التوراة على اسم احد ابناء يقطن بن عامر بن شامخ ارفخشد بن سام بن نوح.
ويقول ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان (لما دخلت الحبشة اليمن قالوا نعم نعم، فسمى الجبل نعم، ان انظر، فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة فقالوا: هذه صنعة ومعناه "حصينة" فسميت صنعاء بذلك، ولم يكن باليمن اكبر ولا اكثر مرافق واهلا من صنعاء وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول المرء من مكان طول عمره صيفا وشتاء" ويقال ان اسمها أزال وهو اسم ورد في التوراة على اسم احد ابناء يقطن بن عامر بن شامخ ارفخشد بن سام بن نوح.
وهناك من يقول ان اسم صنعاء جاء اعتمادا على وجود خاصية "جودة الصنعة" في تلك المنطقة وكان اسمها في الجاهلية ازال حتى دخلها الاحباش حينما كانت مشيدة بالحجارة الحصينة فقالوا هذه "صنعة" ومعناها "حصينة" ومنذ ذلك الوقت اطلقوا عليها هذه الاسم. بل واتجاه اخر يرى في تفسير اخر لاسم صنعاء وذلك لان "ازل " تعني باللغة الحبشية "صنع" اي القوة والصلابة.
وتقع صنعاء وسط الهضبة اليمنية في قاع صنعاء بين جبلي نقم وعيبان وعلى ارتفاع نحو2200 متر فوق سطح البحر وتسمى مدينة سام عند اهل الاخبار ومدينة أزال في قصائد الشعراء، اما تسميتها بصنعاء فنسبة الى جودة الصنعة في ذاتها كقولهم إمرأة حسناء وهو اسم عرفت به منذ ميلاد المسيح عليه السلام وقلبها صنعاء القديمة التي لا زالت محتفظة بطابعها المعماري الاصيل واهم المعالم السياحية والاثرية قصر غمدان، الجامع الكبير، سوق الملح، السماسر القديمة، باب اليمن، المتحف الوطني، المتحف الحربي، الحمامات القديمة، وادي ظهر.
اصالة التسمية
ان صنعاء اوسع الوية اليمن وتقع بين لوائي سعدة في الشمال وآب في الجنوب، ويحتل لواء صنعاء الهضبة الوسطى وتقع على سفح جبل "نقم" البالغ ارتفاعه 8 الاف قدم عن سطح البحر يعني اسمها القديم "صنعو" المكان المحصن تحصينا قويا اصبحت في اوائل القرن الثاني الميلادي مدينة سبئية ومقرا للاسرة الملكية ومنطقة عسكرية جبلية محصنة لذلك فقد سيطرت على طرق التجارة المختلفة في ظل ما قبل الاسلام وبعده ايضا. وبحلول عام 115 - 109 قبل الميلاد اتسعت دولة سبأ وتحولت الى مركز مرموق في القرن الثاني الميلادي حتى بناء قصر غمدان في القرن الثالث الذي كان مقرا للملك ولما تسلم السلطلة الملك سيف بن ذي يزن استقبل فيه وفدا من اعيان قريش بقيادة عبد المطلب لتهنئته بالانتصار على الاحباش.
ويقع في شمال غرب صنعاء القصر الصيفي السابق للإمام، مقام على صخور تطل على وادي "ظهر". وتضم الجزء الغربي حارة اليهود حيث الصناعات المهنية اليدوية مثل تصنيع الذهب والفضة والتطريز. وقد خفت عزلة صنعاء التقليدية عند بداية عام 1961 حيث فتحت طرق وموانئ الحديدة اضافة الى طريق اخر يصل الى منطقة تعز حيث تم ربطه بالميناء القديم الذي يسمى "المخا". وتكسو "وادي ظهر" المساحات الخضراء واشجار الفواكه وذلك على طول 6 كيلومترات، ومن ابرز مبانيه الموجودة في الوادي "قصر الحجر" الشهير.
ومن معالم الوادي ايضا مدينة "جيمان" والتي اشتهرت على مر العصور القديمة بالابداع في فنون العمارة عند بناء القصور والحصون المنيعة حيث تحتضن قبر الملك الحميري المشهور باسم "ابي كرب اسعد".
وهناك قرية "شبام الغراس او شبام سخيم" وما يميزها عن غيرها انها تضم تراث وبناء وتاريخ ملموس يعود الى ما قبل الاسلام وما بعده ايضا ومن ذلك المقابر الصخرية - تتكون من غرفة منحوتة داخل الصخر وترتفع بنحو 4 أمتار عن سطح الجبل - التي كانت مخصصة للملوك والحكام الذين تعاقبوا على حكم المنطقة خلال القرن الثاني بعد الميلاد، بل اثبتت الشواهد وعمليات الحفريات اليمنية وجود بعد الموميات المحنطة التي لا يزال بعض منها في المتاحف اليمنية.
وتوجد الحصون المنيعة التاريخية ايضا في قريتي "مناخة وحاز" اللتان كانتا من اكثر المناطق ازدهارا اقتصاديا ومعماريا خلال القرن الثالث الميلادي، اما مدينة "حفة همدان" فقد عاشت نهضتها في القرن الثالث قبل الميلاد بل انها لا تزال تحمل اثار تلك الحقبة السحيقة وذلك بوجود تراث من معبد ونقوش تاريخية قديمة على جدران وواجهات مباني القرية.، ومن المناطق التاريخية ايضا: "بين بهلول، حوث، نهم، ناعط، بين مطر، ريمة، سنحان، خولان.. وغيرها".
احتضنت المدينة العديد من المساجد والمدارس الاسلامية منذ الفجر الاول للإسلام وحكمت المدينة بحزم خلال الحكم العثماني من قبل الامام من اوائل القرن السابع عشر حتى عام 1872، ومن اشهر المساجد،الجامع الكبير وتم بناؤه على نفس نمط الحرم المكي،وقد حل محل كنيسة ابرهة الحبشي "القليس" التي اقامها في صنعاء لتكون بديلا للكعبة الشريفة في مكة المكرمة، وبنى الجامع في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث امر ببنائه في السنة الثامنة للهجرة، واحضرت حجارته من قصر غمدان وقصر سبأ.
اسوار من الجبال
تحيط بالعاصمة جبال تسمى السراة من كافة الجوانب حيث توجد اعلى القمم الجبلية في منطقة الجزيرة العربية وهو جبل النبي شعيب بارتفاع 3766 مترا فوق سطح البحر كما تضم نحو 6500 بيت حجري، 106 مساجد، 20 حماما تقليديا قديما، 20 سوقا مبنية جميعها قبل القرن الحادي عشر الميلادي، المنازل التي تحمل العديد من الحكايات والروايات التي مرت بها عبر الاجيال المختلفة، بنيت من صخور البازلت والطوب الطيني، والتي تتزين بالرسومات المنحوتة البارزة والنوافذ الرائعة التي تحمل اسم القمريات نسبة الى القمر حيث تتميز بالوان زجاجها الذي يعكس الضوء الى الداخل بالوان قوس قزح.
اما السور الضخم فيبلغ ارتفاعه6200 متر هو من المعالم التاريخية القديمة ويعود الى العصر السبئي القديم والعصر الحميري والعصر الاسلامي ويرجع الى القرن الميلادي الاول وهو يأخذ شكل رقم 8 باللغة الانجليزية وله 6 بوابات كانت تغلق بحلول الساعة الثامنة مساء فيما يتم فتحها مع بداية صلاة الفجر، هذا التراث قد اندثر الا من باب واحد هو باب اليمن لا يزال شاهدا على عظمة هذه المدينة وتاريخها وامكانياتها، وكان له في العهد القديم 4 ابواب هي:
باب شعوب، باب السبح، باب ستران وباب اليمن فيما تم بعد ذلك زيادة الابواب منها باب الشقاريف وباب خزيمة. ويؤكد أحد المؤرخين اليمنيين "محمد الفرح" ان سور اليمن وجد في عهد الدولة اليعفرية خلال السنوات 439 - 532 هجرية في القرن الرابع الهجري، وكذلك في الدولة الصليحية في القرن الخامس والسادس الهجري، اما في عام 569 خضعت اليمن لسيطرة الدولة الايوبية بقيادة صلاح الدين الايوبي حيث ارسل شقيقه "نور شاه" و"طغتكين بن ايوب" الذي قام ببناء سور صنعاء فيما قال انه قام بتكملته. ويقال ان بانيه هو "شعرم اوتر".
اما منازل المدينة فلها مواصفات خاصة بالبناء والسكن ايضا، فهي اولا ذات ارتفاعات في متوسطها من 5 طوابق ذات تقسيمات خاصة من الداخل حيث تعتبر دائما الطوابق الارضية بمثابة مخزن للمنزل او لتربية الماشية ولوازمها ثم صالة الديوان الكبير والذي يخصص للمناسبات الاجتماعية ثم تأتي غرف الدور الثاني وهي مخصصة للنساء فيما تكون باقي الادوار العليا للرجال، وفي تلك المجالس يسمع الحاضرون لقصائد الشعر والنثر والاجتماعات والمناسبات الادبية، كما توجد في معظم المنازل العديد من الابواب المخفية التي تعتبر مكانا سريا يتم فيه حفظ الاسلحة والبنادق اضافة الى الاشياء الثمينة والتحف النادرة ذات القيمة العالية.
وتتميز بنايات العاصمة بانها تحمل لون الرمل حيث لون الطوب الذي دخل في بنائها اي الطوب ذات اللون الوردي الذي يكتسي بلون اسمر مذهب ويمكن القول ان هذا اللون هو لون العاصمة الحالية والمدينة التاريخية قديما والتي يتزامن تاريخها الذي يعود الى الاف السنين مع وجود تلك البنايات التاريخية
قصر غمدان التاريخي وتضم صنعاء قصر غمدان اقدم بل اول قصور اليمن واشهرها واكثرها تميزا وندرة والذي بناه هو الذي بنى صنعاء سام بن نوح.
وجاء في كتاب "الاكليل" للمؤرخ اليمني ابو محمد الحسن الهمداني "ان سام بن نوح فكر في السكن في ارض الشمال فاقبل طالعا من الجنوب يرتاد اطيب البلاد حتى صار الى الاقليم الاول فوجد اليمن اطيبه مسكنا وارتاد اليمن فوجد حقل صنعاء اطيبها فوضع مقرانه - وهو الخيط الرفيع الذي يقدر به البناء اذا مد بموضع الاساس - في ناحية "فج عضدان" في غربي الحقل مما يلي جبل عيبان، فبنى الركن الذي يوضع عليه الاساس فلما ارتفع الركن بعث الله طائرا اختطف المقرانة وطار بها وسام يتبعه لينظر اين يسقطه، فتوجه الطائر الى جيوب النعيم، ما ارتفع من الارض ودون الهضبة، من سفح جبل نقم، فوقع بها، فلما اقترب منه طار بها وطرحها على حرة غمدان ـ الحرة بلهجة اهل اليمن هي الارض المدرجة في المرتفعات ـ فلما استقرت المقرانة على حرة غمدان علم سام انه قد امر بالبناء هناك فاقام قصر غمدان وحفر بئره".
اسواق نادرة
احتضنت صنعاء الاسواق القديمة في الفترة التي سبقت دخولها الاسلام ومن تلك الاسواق الشهيرة، سوق عكاظ، دومة الجندل، هجر، عدن، الجند.
حيث كانت النقطة الاكثر اهمية على طريق اللبان والتي تنطلق من عدن مرورا بصنعاء ووصولا الى مكة المكرمة، ومن تلك الاسواق: درب اصحاب الفيل هو نفسه طريق القوافل التي كانت تتجه لاسواق العرب الموسمية قبل الاسلام.، سوق صنعاء الذي كان يعقد في منتصف اشهر رمضان المبارك وذلك ضمن اسواق العرب التي كانت تبدأ في "دومة الجندل" بين الشام والحجاز في اول يوم من شهر ربيع الاول، وايضا سوق "المشقر" الهفوف حاليا، ثم سوق "صحار ودبا" على بحر الخلياء، وسوق "شحر مهرة" على ساحل البحر العربي، ثم سوق عدن، سوق عكاظ، اما اسماء شهر الاسواق الحالية فهي سوق الملح، سوق الزبيب، سوق القات، سوق الجنابي "الخناجر"، سوق المخلاص، سوق الفضة، سوق اللقمة، سوق القماش، سوق النحاس، سوق المبصاده او القملة "الملابس القديمة"، سوق الخريف "الفواكه"، سوق النظارة، سوق الجديد وسوق الخياطة...الخ.
حيث كانت النقطة الاكثر اهمية على طريق اللبان والتي تنطلق من عدن مرورا بصنعاء ووصولا الى مكة المكرمة، ومن تلك الاسواق: درب اصحاب الفيل هو نفسه طريق القوافل التي كانت تتجه لاسواق العرب الموسمية قبل الاسلام.، سوق صنعاء الذي كان يعقد في منتصف اشهر رمضان المبارك وذلك ضمن اسواق العرب التي كانت تبدأ في "دومة الجندل" بين الشام والحجاز في اول يوم من شهر ربيع الاول، وايضا سوق "المشقر" الهفوف حاليا، ثم سوق "صحار ودبا" على بحر الخلياء، وسوق "شحر مهرة" على ساحل البحر العربي، ثم سوق عدن، سوق عكاظ، اما اسماء شهر الاسواق الحالية فهي سوق الملح، سوق الزبيب، سوق القات، سوق الجنابي "الخناجر"، سوق المخلاص، سوق الفضة، سوق اللقمة، سوق القماش، سوق النحاس، سوق المبصاده او القملة "الملابس القديمة"، سوق الخريف "الفواكه"، سوق النظارة، سوق الجديد وسوق الخياطة...الخ.
خضعت صنعاء خلال القرن السادس عشر للاحتلال من قبل الطورانيين بعد اختيار اليمن من قبل الاتراك باعتبارها منطقة آمنة بعيدة عن الخطر مما دفعهم لبناء قصر في منطقة الغرب حيث تركزت القوات المسلحة حيث سميت بعد ذلك بحارات السلطان. وبعد 55 عاما من الحكم الايوبي تحولت السلطة والحكم الى الموالين وانصارهم الذين حولوا العاصمة الى تعز. المدينة كانت ضمن اهداف العثمانيين خلال حكم سليمان.
الحكام العثمانيين حكموا من قصر الصالح في صنعاء في الشرق، اما الحاكم سنان باشا كان له جامع كبير وحمام كبير في المنطقة وهي لاتزال حتى الان تستخدم بشكل طبيعي. وانتشرت اسطورة صنعاء خلال القرن الثامن عشر في اوروبا حيث وصلت اول حملة ومهمة علمية اوروبية الى صنعاء من الدنمارك ومن ثم تبعها حملات وزيارات عديدة حتي يومنا الحالي. وقد بدأ تاريخ المدينة الحديث في عام 1872 ابتداء من الغزو الثاني من قبل الاتراك.
وبعد دخول الاسلام اصبحت صنعاء ضمن 6 ولايات كما قسمها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث سكنها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وفي عهد الخلفاء الراشدين عم السلام صنعاء وعندما نشب خلاف بين علي ومعاوية قررت الوقوف الى جانب علي الامر الذي دفع بمعاوية الى ارسال حملة لتوطيد مركزه وتعزيز الدولة الاموية في اليمن، ثم جاءت فترة حكم الدولة اليعفرية 294 هـ - 897 م وبعدها الدولة الايوبية، ثم الدولة الرسولية التي استمرت 223 عاما توحدت خلالها اليمن حتى جاء عهد الأئمة الذي شهد خلافات وصراعات طويلة انتهت بولاية الامام يحيى العثماني في عام 1918
كبار الاعلام
عاش في ظل الدولة اليمنية القديمة العديد من الاعلام الكبار منهم: عبد الرزاق بن همام بن نافع ابو بكر الحميري الصفاني صاحب المصنف ومن رجال الثقة المعروفين في ذلك الوقت روي عنهم محمد بن يحيى الذهلي، علي بن المديني، سفيان بن عيينه ومعتمر بن سلمان وابو اسامة حماد بن اسامة واحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية واحمد بن منصور الرمادي والشاذكوني المتوفى عام 211 هجرية.
ويقال انه قد دخلها ايضا عدد من الصحابة ومنهم ثمامة وعلي بن ابي طالب التي لا يزال مسجده حتى الان، ومولى عثمان بن عفان ووهب بن منبه التابعي وطاووس اليماني التابعي الكبير وعبد الله بن كثير احد القراء السبعة والامام محمد بن اسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام.
وقيل فيها: صنعاء لا ارتضي عن اهلها بدلا اكرم بها وبسكان بها نزلوا لم انس طيبا لاوقاتي بساحتها والسحب باقية والبرق مبتسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق