قبل الإسلام كان الدين اليهودي موجوداً باليمن وكان اليهود اليمنيون من معتنقي هذه الديانة وليسوا يهوداً جاءوا من الخارج مع الملك اليمني أبي كرب أسعد الذي في عهده قام بجولة في أنحاء الجزيرة العربية واصطحب معه اليهود من جميع تلك المناطق التي زارها حتى إنه قام بغزو الرومان والأحباش وحاربهم ونقلهم إلى مملكته في (ظفار) وولى عليها حاكم مسيحي الديانة فثار يهود اليمن أبناء الملك أبي كرب أسعد على هذا الملك كون اليهود العرب لا يحبون الدخلاء أو الغرباء فقاموا بثورة كبيرة على هذا الحاكم المسيحي وأتباعه حتى قضوا على من يرفض دين اليهودية بالطرد والقتل وولوا ملكا جديدا يهودي الديانة كحاكم على المنطقة وبعد ذلك لقب هؤلاء اليهود المختلطون الأجناس ب(الهارونيين) ومع مرور الأزمان انتشر اليهود في أنحاء اليمن كاملة ففي صنعاء هناك أحياء مشهورة جداً سكنها اليهود منها (قاع اليهود) ويقع غرب العاصمة صنعاء هذا القاع كان مقسم إلى أكثر من 20 حارة وكانت كل حارة تحتوي على معبد خاص للتعبد أما إذا كان حجم الحارة كبير فإنه من الطبيعي أن تحتوى على أكثر من معبد حيث يتجمع المئات من اليهود مؤدين طقوسهم الدينية وأعيادهم السنوية وصلواتهم وأيضا سكن اليهود في عدن في منطقة كريتر ومحافظة حضرموت أيضا في منطقة حبان كان يوجد بها حوالي (700) يهودي وجبلة وريدة وصعدة والكثير من المناطق وفي إحصائية للسلطات البريطانية اتضح أن عدد اليهود حتى عام 1955م بلغ عددهم حوالي 5000 يهودي أما الآن فقد أصبح لليهود مناطق خاصة يتجمعون بها وإن قل عددهم مثل صعدة، ريدة، بآجل ولم يتبق من آثارهم داخل العاصمة صنعاء غير بعض الآثار البسيطة والتي سنوضحها.
حصن بيت بوس
تدعى حاليا بمنطقة حصن بيت بوس من المتعارف عليه محلياً بأن هذه المنطقة الجبلية عاش بها مجموعة لا يستهان بها من اليهود اليمنيين منذ مئات السنين وما زالت آثارها باقية حتى يومنا هذا شاهدة على تاريخ هذه الفئة من الناس، ولقد سميت هذه المنطقة ب بيت بوس نسبة كما يقال الى يهودي يدعى بوس وهو أول من سكن هذه الجبال وبنى وعمر فيها البيوت وتقع هذه المنطقة على بعد 7 كم إلى جنوب مدينة صنعاء بمساحة تقدر بكيلومتر مربع، وتحتوي على أكثر من (300) منزل متعددة الأدوار.
فعند دخولك إلى أطراف المنطقة سترى منظراً قلّما تجده بمثل هذا الزمن جبل مرتفع تكسوه الخضرة من أسفله نابتة على أرضه وترتكز على قمته منازل متراصة وكأنها لعبة أطفال من طراز قديم كأسطورة خالدة منذ زمن بعيد تروي حكاية نفسها وعند الاقتراب يناظرك وجه هذه القرية البائس المحروم من أدنى حقوقه حيث حكم جفن الزمان وأغمض على ساكنيها قديما بالاستقالة الأبدية من هذا الزمن.
هذه القرية (بيت بوس) كانت ليهود سكنوا أزماناً طويلة مشيدين أروع العمران ذو الأدوار الممتدة ارتفاعا للأعلى.
وتقول الحكاية إن هذه المنطقة كانت أشبة بجنة الله على الأرض من كثرة إخضرارها وجمالها وكان ساكنيها من اليهود اليمنيين البسطاء الذين لا يبحثون أكثر من الأكل والشرب والسلام ورعي الغنم بالرغم من أنها منطقة جبلية صعبة تأقلم أهل هذه المنطقة منذ الأزل على العيش فيها حتى بدأ منفذ الماء الوحيد الذي يعتمدون عليه بالجفاف وهو عبارة عن سد ضخم كبير يحجز الأمطار يدعي سد كمران ليستفيد منها مستخدموها تباعا.. بدأ الجفاف بالتسلل.. وبدأت الأرض بالبوران وبدأت الماشية بالهلاك واستمر الحال هكذا حتى عصر الإمام الهادي الذي اقترح عليهم بيع أراضيهم بصكوك و بصائر مؤرخة مقابل نقلهم في تجمعات أكبر في صعدة وريدة وبآجل بالذات بعد أن تضاءل عددهم كثيراً جراء الهجرات الخارجية إلى فلسطين فقد فكر الإمام الهادي بتجميعهم أيضا ليتسنى لهم إقامة صلواتهم وأعيادهم والسبوت حيث إن منطقتهم لم تكن تحتوى إلا على محفل واحد فقط ولا توجد مدارس لتعليم أبنائهم الزابور والتوراة فوافق يهود بيت بوس على ترك المنطقة وبالفعل انتقلوا إلى صعدة وما زالوا حتى هذه اللحظة متمسكين بعاداتهم وطقوسهم الدينية مثل خصلات الشعر المدلاّة على جانب الرأس والتي تسمى باليمن الزنّار والزي التقليدي للنساء ويعرف باسم شوكك .
حاليا لا يقطن هذه المنطقة والبيوت سوى سبع عائلات يمنية مسلمة فقيرة لا تملك مسكناً غير أحد هذه البيوت المهجورة ولا توجد مياه للشرب أو الاستخدام غير تلك البركة الكبيرة الواقعة بمنتصف القرية والمليئة بالماء الراكد الآسن حكت لنا هدى الشكايلي وهي أول من سكن هذه المنطقة مع أسرتها منذ سنين عدة قائلة: قبل بضع سنين جاء أحد الدبلوماسيين المقيمين باليمن لزيارة هذه القرية كون يهودي ذهباً إلى المحفل (سيناجوج) فوجد ذهب كان مخبأ في أحد جدران المحفل فأخذه ورمم الطريق حيث كان الطريق وعراً جداً وعرض على أهل المنطقة شراءها وترميمها لجعلها مركز سياحة ولكن أهل المنطقة رفضوا وأصرّوا على البقاء فقراء معدومين من أقل حقوقهم ولا أن يصبح المكان مفتوحا ليهود الخارج كما قالت.
ودعنا هدى وودعنا القرية والشمس تغيب من خلفنا وكأننا نشيع تلك القرية وهي صامدة شامخة بكبرياء وعناد أمام عدالة تحطم تحت أقدامها كل شيء متمنين قدوم معجزة تزيح الشقاء والبؤس عن هذه القرية ويعيد لها ذلك الشباب مودعين تلك الشجرة الصامدة الواقفة منذ 1000 عام المرحبة بأي زائر والمودعة لأي غاد بأذرعها الكبيرة الخضراء فهي شجرة غير عادية بل هي حارس تحرس تاريخاً يأتي الدهر على طمسه يوماً إثر الآخر وترعى تلك الأنقاض وتستحلفها وتشد من أزرها بالصمود مودعين تلك البيوت أو أنقاض البيوت التي مازالت تقاوم بشدة دون استسلام لنخر الرياح لجدرانها وضرب الشمس بأشعتها لتزيدها وقارا وكأنها يتيمة دونما رعاية.
حصن بيت بوس
تدعى حاليا بمنطقة حصن بيت بوس من المتعارف عليه محلياً بأن هذه المنطقة الجبلية عاش بها مجموعة لا يستهان بها من اليهود اليمنيين منذ مئات السنين وما زالت آثارها باقية حتى يومنا هذا شاهدة على تاريخ هذه الفئة من الناس، ولقد سميت هذه المنطقة ب بيت بوس نسبة كما يقال الى يهودي يدعى بوس وهو أول من سكن هذه الجبال وبنى وعمر فيها البيوت وتقع هذه المنطقة على بعد 7 كم إلى جنوب مدينة صنعاء بمساحة تقدر بكيلومتر مربع، وتحتوي على أكثر من (300) منزل متعددة الأدوار.
فعند دخولك إلى أطراف المنطقة سترى منظراً قلّما تجده بمثل هذا الزمن جبل مرتفع تكسوه الخضرة من أسفله نابتة على أرضه وترتكز على قمته منازل متراصة وكأنها لعبة أطفال من طراز قديم كأسطورة خالدة منذ زمن بعيد تروي حكاية نفسها وعند الاقتراب يناظرك وجه هذه القرية البائس المحروم من أدنى حقوقه حيث حكم جفن الزمان وأغمض على ساكنيها قديما بالاستقالة الأبدية من هذا الزمن.
هذه القرية (بيت بوس) كانت ليهود سكنوا أزماناً طويلة مشيدين أروع العمران ذو الأدوار الممتدة ارتفاعا للأعلى.
وتقول الحكاية إن هذه المنطقة كانت أشبة بجنة الله على الأرض من كثرة إخضرارها وجمالها وكان ساكنيها من اليهود اليمنيين البسطاء الذين لا يبحثون أكثر من الأكل والشرب والسلام ورعي الغنم بالرغم من أنها منطقة جبلية صعبة تأقلم أهل هذه المنطقة منذ الأزل على العيش فيها حتى بدأ منفذ الماء الوحيد الذي يعتمدون عليه بالجفاف وهو عبارة عن سد ضخم كبير يحجز الأمطار يدعي سد كمران ليستفيد منها مستخدموها تباعا.. بدأ الجفاف بالتسلل.. وبدأت الأرض بالبوران وبدأت الماشية بالهلاك واستمر الحال هكذا حتى عصر الإمام الهادي الذي اقترح عليهم بيع أراضيهم بصكوك و بصائر مؤرخة مقابل نقلهم في تجمعات أكبر في صعدة وريدة وبآجل بالذات بعد أن تضاءل عددهم كثيراً جراء الهجرات الخارجية إلى فلسطين فقد فكر الإمام الهادي بتجميعهم أيضا ليتسنى لهم إقامة صلواتهم وأعيادهم والسبوت حيث إن منطقتهم لم تكن تحتوى إلا على محفل واحد فقط ولا توجد مدارس لتعليم أبنائهم الزابور والتوراة فوافق يهود بيت بوس على ترك المنطقة وبالفعل انتقلوا إلى صعدة وما زالوا حتى هذه اللحظة متمسكين بعاداتهم وطقوسهم الدينية مثل خصلات الشعر المدلاّة على جانب الرأس والتي تسمى باليمن الزنّار والزي التقليدي للنساء ويعرف باسم شوكك .
حاليا لا يقطن هذه المنطقة والبيوت سوى سبع عائلات يمنية مسلمة فقيرة لا تملك مسكناً غير أحد هذه البيوت المهجورة ولا توجد مياه للشرب أو الاستخدام غير تلك البركة الكبيرة الواقعة بمنتصف القرية والمليئة بالماء الراكد الآسن حكت لنا هدى الشكايلي وهي أول من سكن هذه المنطقة مع أسرتها منذ سنين عدة قائلة: قبل بضع سنين جاء أحد الدبلوماسيين المقيمين باليمن لزيارة هذه القرية كون يهودي ذهباً إلى المحفل (سيناجوج) فوجد ذهب كان مخبأ في أحد جدران المحفل فأخذه ورمم الطريق حيث كان الطريق وعراً جداً وعرض على أهل المنطقة شراءها وترميمها لجعلها مركز سياحة ولكن أهل المنطقة رفضوا وأصرّوا على البقاء فقراء معدومين من أقل حقوقهم ولا أن يصبح المكان مفتوحا ليهود الخارج كما قالت.
ودعنا هدى وودعنا القرية والشمس تغيب من خلفنا وكأننا نشيع تلك القرية وهي صامدة شامخة بكبرياء وعناد أمام عدالة تحطم تحت أقدامها كل شيء متمنين قدوم معجزة تزيح الشقاء والبؤس عن هذه القرية ويعيد لها ذلك الشباب مودعين تلك الشجرة الصامدة الواقفة منذ 1000 عام المرحبة بأي زائر والمودعة لأي غاد بأذرعها الكبيرة الخضراء فهي شجرة غير عادية بل هي حارس تحرس تاريخاً يأتي الدهر على طمسه يوماً إثر الآخر وترعى تلك الأنقاض وتستحلفها وتشد من أزرها بالصمود مودعين تلك البيوت أو أنقاض البيوت التي مازالت تقاوم بشدة دون استسلام لنخر الرياح لجدرانها وضرب الشمس بأشعتها لتزيدها وقارا وكأنها يتيمة دونما رعاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق