صنعاء القديمة… مدينة يزيد عمرها عن 2500 سنة، سجلّ تاريخي لازال إلى حد اليوم محفورا في جدران أسوارها ومنازلها وأسواقها مكنها من أن تصنف ضمن أهم 25 معلما تاريخيا في العالم من قبل اليونسكو.
صنعاء… يقصد بهذه التسمية المدينة المسورة لوجود سور كبير يحيط بالمدينة بني منذ العصور القديمة وتم ترميمه أكثر من مرة خلال العهود الإسلامية التي مر بها اليمن.
ولا تزال إلى حد اليوم بقايا من سور صنعاء ماثلة للعيان وفيها بعض بقايا أبراج السور الدفاعية، والسور كان مشيداً من كتل كبيرة من قوالب الطوب اللبن فوق كتل من الأحجار غير المشذبة. وكان بسور صنعاء اثنا عشر مدخلاً، هي باب اليمن (الجنوب) والخندق وخزيمة والنزيلي والبلقة والقمع والعبيلة والروم والشهاري والشقاديف وشعوب وباب المستشفى، إضافة إلى أبواب داخلية منها باب القصر وباب السلام وباب شرارة، لكن لم يبق من هذه الأبواب سوى باب اليمن شامخا إلى هذا اليوم.
ويفتح هذا الباب على أكثر الأسواق التقليدية في العاصمة اليمنية وأكثرها ازدحاماً على مدار الساعة، وقد اشتهرت صنعاء عبر تاريخها بجودة منتجاتها النسيجية من الأقمشة والبرد التي يضرب بجمالها وجودتها المثل إضافة إلى صناعة السيوف والخناجر المرصعة بالجواهر هي وأغمدتها أيضاً، وصناعة الجلود.
وتعد مدينة صنعاء من أقدم مدن العالم وهي مسجلة من قبل اليونسكو ضمن أهم 25 معلماً تاريخياً في العالم، حيث بنيت المدينة في واد جبلي يرتفع إلى 2200 متر وأصبحت مأهولة بالسكان منذ أكثر من 2500 سنة، وتحولت المدينة في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 106 مساجد و21 حماماً و6500 منزل تعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر.
ويعتبر سوق مدينة صنعاء القديمة من أسواق العرب القديمة وكان يقام في النصف من رمضان ونظراً لازدهار التجارة والتبادل التجاري النشط المتنوع تنوعت أسواق صنعاء لكونها مركزاً لما حولها من القرى والمدن اليمنية وتنوعت بحسب السلع والبضائع والصناعات الموجودة، وكانت في الماضي حوالي (45) سوقاً إلا أنه لم يعد منها إلا حوالي (20) سوقاً منها : (سوق العنب، سوق الحب، سوق الملح، سوق المعطارة، سوق الفتلة، سوق الملخص (الفضة)، سوق البز (القماش)، سوق الحلقة، سوق الجنابي، سوق النحاس، سوق القات، سوق الختم (المصاحف)، سوق النظارة).
وتتميز المدينة القديمة كذلك بمعمارها التقليدي ومبانيها الجميلة ومنازلها التي يعود تاريخ بناء بعضها إلى أكثر من 500 سنة وما زالت مسكونة حتى اليوم.
كانت عاصمة مؤقتة لمملكة سبأ بعد استعادة أسر من قبيلة همدان للعرش السبئي من الحميريين وجاء ذكرها في نصوص المسند بصيغة صنعو وهي مشتقة من ” مصنعة ” وتعني حصنا في العربية الجنوبية القديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق