اليمن - صنعاء المدينة المجهولة ل 99 % من الناس................. Old sana'a - yemen unknown city for 99% of people

الجمعة، 3 يونيو 2011

قرية القابل








أ-وادي ظهر :



يقع " وادي ظهر " في شمال غرب العاصمة
صنعاء ويبعد عنها بحوالي ( 14 كيلومترًا )
تقريبًا ، وهو وادٍ كبير اشتهر منذ عصور ما قبل
الإسلام - إن لم نقل بأنه استوطن من قبل
الإنسان في عصور ما قبل التاريخ – فقد شهد
النشاط الإنساني والاستيطان الحفري لعصور ما
قبل التأريخ وتشهد على ذلك المخربشات
الصخرية التي تنتشر على صخوره ، إن هذا
الوادي قد استوطن في عصور ما قبل التاريخ وأول ذكر لوادي ظهر كان في ( القرن السابع قبل الميلاد ) في نقش الذي دونه " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ حيث ذكر أن الوادي كان يقع ( RES. النصر الموسوم ب( 3945
ضمن ممتلكات ملك " نشن " مدينة السوداء في معين ، وفي ظل ازدهار دولة سبأ ظهر الوادي ضمن نطاق
أراضي قبيلة " ذي مأذن " التي كانت تتخذ من مدينة " شعوب " شمال مدينة صنعاء القديمة - أدخلت حاليًا ضمن العاصمة صنعاء - حاضرة لها ، وكانت تقوم عليه بالتأكيد مدن تابعة لتلك القبيلة ، وذلك لكونه واديًا كان يجري فيه غيل غزير ، وأراضيه خصبة جدًا ، وبالفعل وجدنا " الهمداني " يضم وادي ظهر إلى مخلاف " مأذن " ، وقد قدم وصفًا متكام ً لا للوادي قصوره والفواكه التي كانت تزرع فيه ، وطريقة ري الأراضي ، ومقابره الصخرية ، وقد جاء بالنص : ( ومن مآثر اليمن ظهر ، وهو موضع فيه وادٍ وقلعة ومصنعة منسوب كل ذلك إلى" ظهر بن سعد " ، وهو على بعد ساعتين من صنعاء أو أقل ، وفي هذا الوادي نهر عظيم يسقي جنتي الوادي ، وفيه ألوان من الأعناب وغراسه من البياض والسواد - ويذكر عدد أنواع الأعناب التي تصل إلى عشرين نوعًا - والأحمر الملاحي والأطراف والنواسي والزيادي والفارسي والجرشي والعيون والضروع والقوارير والسيسبان والرومي والنشائي والدوالي
والأمعر والدربج والرازقي وغير ذلك ، وبه من أصناف الخوخ : الحميري ، والفارسي ، والخلاسي ، وبه التين
والبلس ، والكمثرى الذي ليس في أرض مثله ، يقول ذلك من يفد إلى صنعاء من الغرباء والإجاص والبرقوق والتفاح الحلو ، والتفاح الحامض واللوز والجوز والسفرجل والدارياج والرمان والورد والشقائق والرتم ) .
تلك هي أهم الأنواع من الأعناب والفاكهة التي كانت تزرع في ( القرن الثالث الهجري ) ، وقد انقرضت بعض منها
الآن ، ثم يقدم لنا " الهمداني " الطريقة التي كانت تروى بها أراضي الوادي ، حيث كانت تسقى أو تروى البساتين من أسفل الوادي حتى أعلاه الأول فالأول ، وكانت تسقى الأراضي الزراعية والبساتين بتلك الطريقة حتى ولو كان أصحابها مهاجرين ، أو حتى كانت الأراضي غير مزروعة ، وكان القائم على سقاية بساتين وأراضي الوادي يلقب ب ( الدائيل ) ، وهو الذي كان يقوم بخلع غروس البساتين التي يخالف أصحابها الطريقة المتبعة في ري أراضي وبساتين الوادي .
ويضيف " الهمداني عن " نهر الوادي ، بأنه كان ضعيفًا في أيام الجاهلية ولكن وقعت زلازل أدت إلى غزارة مياهه ، ويروى عن بعض أهل الوادي : ( أن منابع هذا النهر تقع في جبل حضور ويخرج من أسفل ريعان وأعلى ظهر أي أن منابعه تأتي من جبل حضور شعيب ، ويظهر في أسفل ريعان وهو وادٍ وقرى تقع شمال غرب العاصمة صنعاء ، ويظهر بغزارة بعد ذلك في أعلى الوادي وادي ظهر - ) ، ويروي " الهمداني " عن " محمد بن أحمد الأوساني " قوله :( إنما أتى نقصانه لمّا هدم سد ريعان ، وكان ماؤه " لذوي جهيف بن ذي مأذن " ، يحبس الماء
فيغزر هذا الغيل ، وقد نقص من زروعه وكرومه لمّا نقص الغيل ما كان بعلمان – أي لم يعد يصل إلى علمان – وهي قرية وجبل في أسفل وادي ظهر ، ونقصت عشرة أنواع من الكروم – أي انقرضت ولم تعد تزرع - ) ، ويصل " الهمداني " إلى وصف قلعة وادي ظهر ، فيقول : ( وأما قلعته فهي حصن يسمى " دورم " واسعة الرأس مطلة على هذا الوادي ، وكان في هذه القلعة( قصور) الملك منها قصر يسمى " ريدان " أيضًا غير " ريدان - ظفار " ، وقصور لحاشيته ، فرأيت في قصر منها ساحة مربعة يدور بها دكاكين من البلاط تكون البلاطة طول ( عشرة أذرع ) فيها قطوع لمقاعد الأقيال إذا طلبوا الوصول بالملك ، وعلى جانبي كل مقعد قطعتان أرفع من المقعد لمقام الرجلين اللذين يقومان على رأس القيل مصلطي سيفهما ، كل واحد قائم على فرد رجل ، وكان في مثل ذلك كثير في قصور اليمن ،
وفي وسط الساحة بلاطة ( عشرة أذرع ) طو ً لا في( سبعة أذرع ) عرضًا يقال لها ( الرخامة ) محمولة من بلدٍ ناءٍ ، لأنها لا تشاكل حجارة ذلك الموضع ، فإذا أراد الملك أن يضرب إنسانًا أكبه عليها ويضربه بالعود فيقطعه ، وهي الآن عبارة عن مجموعة من الخرائب لمستوطنة يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام ، ويحتمل أن حصن " دورم " أو قصر الملك الذي ذكره " الهمداني " سابقًا هي أحد المعابد القديمة لآلهة قبيلة " مأذن " الإله ( ود ) ، ويؤكد احتمال أن يكون القصر أحد معابد الآلهة وجود بقايا آثاره التي تدل على ذلك إضافة إلى المقابر التي نحتت في الصخور أسفل القصر ، وهي حالة تشابه حالة " شبام الغراس" التي يحتوي جبلها في قمته على المعبد ، وأسفل المعبد على الصخور نحتت فيها المقابر الصخرية. ومقابر وادي ظهر الصخرية تشابه تمامًا مقابر " شبام الغراس " ولكنها تعرضت للنهب والتخريب من قبل الأهالي ،
وقد ذكرها " الهمداني " بقوله : ( وفيه من البيوت المنحوتة في الصخر في جوانب القلعة ما ليس في بلد ، وكأن هذه البيوت خروق : نواويس لموتاهم ، وهم فيها إلى اليوم ، وقد رأيت جثثهم فيها ما يزيد على أهل عصرنا وما هو مثلها ، وأكثرهم قد صاروا عظامًا متناصلة ، إلا أنها صلاب فما كان منها حديث فعظمهُ ودك ، وما كان قديمًا فعظمهُ أبيض ، وقد بقي من أكفانهم ما كان من جليل الكتان ) ، ويدل قول " الهمداني " أن تلك المقابر كانت قد تعرضت للتخريب والنهب منذ نهاية ( القرن الثالث الهجري ) ، ووجود أكفان على الجثث يؤكد- أيضًا أنها كانت محنطة ؛ مما يعني أن أهل وادي ظهر قد عرفوا التحنيط مثلهم مثل أهل " شبام الغراس " وغيرهم من أهل بعض المناطق اليمنية القديمة .
ويذكر لنا " الهمداني " أن في وادي ظهر تلة جبل عالية صلدة ، معلقة ، لا ترتقى إليها تسمى" فدة " و" الفدة " التي ذكرها " الهمداني " تقع على فوهة مدخل وادي ظهر من الطريق العليا ، وقد لعبت أدوارًا هامة في الصراعات التي كانت تحدث في الوادي في عصور مختلفة .
ويشتهر وادي ظهر حاليًا " بدار الحجر " إلى جانب بساتينه ومقابره الصخرية وخرائب قلعته ، وينقسم وادي
ظهر إلى أربع مناطق هي كالتالي :
- منطقة أعالي الوادي : وتتصل هذه المنطقة ببيت نعم من الغرب ، وأشهر ما فيها سوق الوادي.
- منطقة وسط الوادي : وهي المنطقة التي يوجد فيها دار الحجر إضافة إلى المسجد وتعودان إلى همدان .
- قرية القابل : وتسمى أيضًا الروض ، وتعود إلى مديرية بني الحارث .
- منطقة أسفل الوادي : وتقع فيها علمان ، وتعود إلى مديرية بني الحارث .
ومن معالم وادي ظهر " دار الحجر " و " حصن دروم " :-
-1 دار الحجر : هي دار جميلة ، مشهورة أقيمت على تلة من صخور الجرانيت في وادي ظهر في شمال غرب
العاصمة صنعاء ، وسميت دار الحجر نسبة إلى الصخرة الحجرة التي بنيت عليها ، بناها في أواخر ( القرن
1798 - 1213 هجرية ) ( 1736 - الثامن عشر الميلادي ) العالم والشاعر " علي بن صالح العماري " (( 1149 ميلادية )) ، فقد كان عالمًا وأديبًا وبليغًا شاعرًا ، واسع المعرفة ، متعدد المواهب ، وقد كان متفردًا بعلم الهندسة 1224 - والفلك استوزره " المهدي عباس " ، ثم عمل مع ابنه " المنصور علي " الذي حكم في الفترة (( 1189 1809 ميلادية )) وقد أوكل إليه مهمة الولاية في ريمة والمخا ومناطق أخرى ، وقد اشتهر - هجرية ) ( 1775
بالهندسة المعمارية في كونه قد صمم للإمام " المنصور " ولغيره كثيرًا من البيوت والدور ، وبعدها أصبح مسئو ً لا عن عمارات " المنصور " ، وأهم المباني التي اشتهر بتصميمها ، هي دار الحجر في وادي ظهر ، والتي بقيت شامخة على مر العصور ، وشهدت إضافات أهمها المفرج الحالي الذي أضافه الإمام " يحيى بن محمد بن حميد الدين " ، وتستخدم حاليًا كمعلم سياحي ، حيث فتحت أبوابها للزوار الذين يرغبون في مشاهدة هندستها المعمارية من الداخل .
-2 حصن دروم : " حصن دروم " أو " قلعة دروم " وهي قلعة واسعة الرأس تطل على الوادي - وادي ظهر كانت
بها قصور الملك وقصور لحاشيته ، وتوجد ساحة في قصر الملك مربعة الشكل طولها ( عشرة أذرع ) لاستقبال الأقيال
وفيها مقاعد لكل قيل بحيث يكون خلف كل قيل رجلان يقوم على رأس القيل مصلطان سيفيهما وكل منهما يقف على
رجل واحدة ، كما توجد ساحة مستطيلة الشكل بطولي ( عشرة أذرع ) في( سبعة أذرع ) ، ويرجح بأن بين تلك
القصور كان يوجد معبدًا لوجود بقايا آثار إلى جانب المقابر التي نحتت في الصخور أسفل القصر وتشابه مقابر
شبام الغراس" تمامًا حيث " المعبد " بأعلى الجبل والمقابر نحتت في الصخور بأسفل الجبل.

ليست هناك تعليقات:

اراشيف