اليمن - صنعاء المدينة المجهولة ل 99 % من الناس................. Old sana'a - yemen unknown city for 99% of people

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

حدّه

تقع حـــدة في جنوب غرب صنعاء ، على بعد نحو ( 5 كيلومترات ) ، وقد امتد عمران مدينة صنعاء إليها ، ويعتقد بأنها ظهرت تقريباً فيما بين ( القرن الرابع والسابع الهجري ) ، ومن أشهر حوادثها أن الملك " المظفر " الرسولي قد دمرها في سنة ( 651 هجرية ) ، وقد كانت تمثل واحدة من هِجَر العلم فيما بعد حيث ظهر فيها الكثير من العلماء من أعلام ( القرن السابع الهجري ) وقد دعا بعض العلماء لأنفسهم بالإمامة من حدة ، منهم الإمام الواثق " المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى " ، الذي دعا لنفسه بالإمامة في يوم الجمعة 27 محرم سنة ( 750 هجرية ) ، ولكنه تنحى بعد أن طلب منه الإمام " يحيى بن حمزة " أن يتنحى ليكون هو الإمام ، ومنهم الإمام " غالب بن محمد بن يحيى بن المنصور بن علي " ، الذي أعلن دعوته بالإمامة يوم الخميس 16 شعبان سنة ( 1267 هجرية ) ، والذي لم يكتب له النجاح فيما أراد من استجابة الناس له ، ومبايعته فتخلى عن دعوته ، وكانت قرية حدة حتى وقـت قريب واحدة من متنزهات صنعاء ، والأكثر شهرة وكانت فيها الكثير من أشجار البرقوق والجوز واللوز ، والإجاص والتين وغيرها من أشجار الفاكهة ، وأشهر ما كان في قرية حدة طاحونتها التي كانت تطحن الحبوب باستخدام قوة اندفاع المياه الخارجية من البركة التي أقيمت تحت عين ( حُميس ) ، والتي أقيمت خصيصاً لذلك ، وقد خربت وتم إصلاحها في فترة تواجد العثمانيين في اليمن ، ولكن غيل ( حُميس ) تناقص تدريجياً إلى درجة أنه أصبح في الوقت الراهن مجرد عين ماء ضحلة وهذا الغيل هو الذي كان يسقي أشجار حدة الباسقة حيث كان يوزع ماؤه على البساتين بحسب قاعدة متعارف عليها بين حدة ، وهي قاعدة متعارف عليها ـ أيضاً ـ في سقاية بساتين وادي ضهر ، بمعنى أن تسقى الأراضي البعيدة ثم الأقرب فالأقرب إلى الغيل ، وتشتهر قرية حدة ـ أيضاً ـ بمدرجاتها الزراعية التي زرعت بأشجار البرقوق والجوز واللـوز ، أما زراعة الحبوب فكانت تتم في السهل الفسيح الذي يقع أسفل قرية حدة ، ونتيجة لجفاف غيل ( حُميس ) اضطر المزارعون مؤخراً إلى استخدام المياه الجوفية في زراعتهم ، هذا وقد تغنى العديد من الشعراء والأدباء بحدة ، ويقول أحدهم :

ولما جئت حدة أكرمتني وخلت بين مـن أهـوى وبيني

فقلت لها أتيتك من أزال فأين أقيم ؟ قالت فـوق عيني

ليست هناك تعليقات:

اراشيف