اليمن - صنعاء المدينة المجهولة ل 99 % من الناس................. Old sana'a - yemen unknown city for 99% of people

الثلاثاء، 22 يوليو 2008


هذة مدينة زبيد أو كما تسمى مدينة العلم والعلماء





































































































































عن مدينة زبيد about Zabid




تعتبر "زبيد" أول مدينة إسلامية فى اليمن، فقد اختطها على محمد بن زياد مؤسس الدولة الزيادية فى العام 204هـ وكانت قبل ذلك التاريخ كما يقول الدكتور خالد ناصر باراشد عبارة عن ثلاث قرى صغيرة هى المنامة، النقير، و جبيجر. ومنذ إختطاطها أتخذها على محمد بن زياد عاصمة للدولة الزيادية "أول دولة أسلامية يمنية". وقد ظلت عاصمة ومركز حكم للدويلات المتعاقبة مثل الدولة النجاحية والمهدية، ثم عاصمة شتوية ومركز علم وثقافة فى عهد الدولة الأيوبية والرسولية والطاهرية فى عهد المماليك، ثم أصبحت بعد ذلك مركزاً إدارياً وثقافياً منذ قدوم الأتراك حتى اليوم. ونظرا لمكانتها العالمية فقد أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993 قرار باعتبار المدينة معلما حضاريا تاريخيا ضمن معالم التراث الإنسانى العالمي. وفى مارس-آذار من العام 1998 صنفت ضمن المدن التاريخية العالمية يحيط بالمدينة القديمة سور من الياجور شيد فى القرن الثالث الهجرى فى عهد الأمير سلامة. ولقد جدد هذا السور وأضيفت إليه إضافات أخرى فى عهد الدويلات التى تلت، حتى هدم فى عهد الدولة العثمانية 1045هـ، ثم أسند بنائه للقاضى الحسن بن عقيل الحازمى قاضى زبيد فى عام 1222هـ. وتوجد للمدينة خمسة أبواب هى باب سهام فى الشمال والشبارق فى الشرق والقرتب فى الجنوب و النخيل فى الغرب وباب النصر فى الجنوب الشرقى حيث القلعة المعروفة بدار الناصرى الكبير والتى أنشأت فى عهد الملك الناصر الرسولى على أنقاض قصور الزياديين والرسوليين فى عام 828هـ . وعن سور وأبواب المدينة يتحدث الدكتور عبد القادر سلمان المعاضيدى الأستاذ بكلية الآداب والعلوم بجامعة الشارقة فيقول"لقد كان سور مدينة زبيد الخارجى يضم أربعة أبواب كانت تمثل أربعة اتجاهات جغرافية، إلا أن المصادر زودتنا بأسماء أبواب أخرى كانت قائمة على أسوار المدينة، وأغلب الظن أن سبب ذلك يرجع إلى تغير كان قد حصل فى أسماء تلك الأبواب، فقد أشارت المصادر إلى أن باب النخل الذى كان ينفذ إلى المغرب والذى سمى نسبة إلى نخل وادى زبيد، كان قديماً يسمى باب غلافقة نسبة إلى ميناء غلافقة الذى كان يقع على ساحل البحر الأحمر وهذه الأبواب هي: باب سهام: يقع شمال زبيد وقد سمى نسبة إلى وادى سهام الذى يقع إلى الشمال من المدينة ويبدو أنه كان الباب الرئيسى فى المدينة فقد ذكر ابن الديبع أنه كان وجه المدينة وغرتها. باب القُرتب: وهو الذى ينفذ من سور المدينة إلى وادى زبيد الذى يقع إلى الجنوب ثم إلى قرية القرتب وهى إحدى قرى وادى زبيد المشهورة. باب الشبارق: يقع شرق المدينة وقد سمى باسم قرية الشبارق التى تقع إلى شرق زبيد، وهى إحدى قرى وادى زبيد المشهورة. باب النخل: يقع غرب المدينة وقد سمى نسبة إلى نخل وادى زبيد، وكان قديماً يسمى باب غلافقة نسبة إلى ميناء غلافقة الذى كان يقع على ساحل البحر الأحمر. باب عدن، باب هشام: والراجح أن اسم هذا الباب الذى ورد عند المقدسى هو تحريف لباب سهام". عندما اختط محمد بن زياد مدينة زبيد بنى جامعها الكبير وكان يسمى بجامع المدينة و يعود الجامع فى تأريخه إلى ما قبل القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادى وقد مرت عمارته بعدة تجديدات وإضافات خلال العصور الإسلامية المتعاقبة فقد جدده الحسين بن سلامة سنة391 هـ-1000م ثم تعرض للهدم فى ما بعد وأعيد بناؤه، وفى زمن سيف الإسلام طغتكين سنة "582 هـ 1186م" جدد كذلك، وبقى على حاله حتى زمن السلطان عامر بن عبد الوهاب فهدم وأعيد بناؤه من جديد سنة 897 هـ 1491م على يد المعمار المعلم على بن حسن المعمار. وفى وصف لعمارته هذه يذكر ابن الديبع بأنه رفع عن الأرض نحو سبعة اذرع، وجعل الجناحين والمؤخرة تطل على الصحن من خلال عقود واسعة تعتمد على أعمدة مبنية من مادة الآجر والنورة، ووسع الرواق القبلى وعنى بزخرفة سقفه عناية فائقة وجعل فى مقدمه قبتين كبيرتين شرقية وغربية زخرفتا بزخارف الذهب والازورد، وكان فية "270 عقدا" و "90 عمودا خشبيا" و "140 دعامة" ومن القباب "12 قبة" ومن الأبواب "13 بابا". ومن أهم مساجد زبيد جامع الأشاعر والذى يعتبر من العمائر الدينية المهمة فى زبيد ويذكر ابن الأثير انه قد تم تأسيسه فى عام 10هـ 631م فى حين تشير مصادر أخرى إلى انه أسس سنة 8 هـ على يد جماعة من قبيلة الأشاعرة ومنهم أبو موسى الأشعرى لذا نسبت تسميته إلى تلك القبيلة. وقد مرت عمارة الجامع بمراحل عديدة إذ جرت عليه تجديدات خلال حكم الدولة الزيادية وفى عام 832 هـ 1428م عمره الأمير سيف الدين برقوق الظاهرى وفى عهد السلطان عامر بن عبد الوهاب هدم الجامع سنة 897 هـ 1491م وأعيد بناؤه من جديد حيث أولى السلطان عامر الناحية العلمية اهتماما كبيرا واهتم بعمارة المبانى الدينية وكان التعليم فى زمنه يتم فيها إذ كثير ما كان الطلبة يتجمعون بجامع الأشاعر لقراءة صحيح البخارى كما احتفل بختم القرآن فيه سنة 916 هـ 1510م. لقد أنشئت فى مدينة زبيد العديد من المساجد و المدارس الدينية والتى درس فيها بجانب علوم الفقه واللغة علوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم. فقد كان لزبيد مدينة العلم والعلماء السبق العلمى من بين مدن اليمن، فقد نشأت فيها أول مدرسة فى اليمن وكان ذلك فى أواخر حكم الدولة الأيوبية 569- 626 هـ 1173-1229م. وعلى أيام الملك المعز إسماعيل ابن طغتكين بن أيوب حيث شرع ببناء أول مدرسة فى زبيد عام "594 هـ-1197م وسميت بالمدرسة المعزية ثم انتشرت المدارس بشكل سريع أيام الدولة الرسولية "626-858 هــ 1229- 1454م. حيث احتلت مدينة زبيد مركزاً ثقافياً عالى المستوى فى الربع الأخير من القرن الثامن الهجرى بعد أفول أو تضاؤل أهمية المراكز الفكرية والثقافية فى العالم الإسلامى مثل بغداد ودمشق والقاهرة وأُحصيت المؤسسات الثقافية فيها فى أواخر القرن الثامن الهجرى فبلغت مائتين وبضعاً وثلاثين موضعاً على ما صرح به الخزرجى " ت812هـ" ومن بعده ابن الديبع الشيبانى "944هـ" وهذا العدد يشير بجلاء إلى أهميتها من الناحية الفكرية فى الحقبة التى تولى فيها الملك الأشر ف إسماعيل الغسانى "803هـ" أمور الدولة الرسولية. ويقول الباحث الزبيدى محمد بن محمد مطه: "لا يزال يوجد فى زبيد اليوم - أكثر من ستة وثمانين مسجداً ومدرسة علمية بكامل هيئاتها ومرافقها. وهى المدارس والمساجد التى شكلت مؤسسات زبيد التعليمية والعلمية عبر التاريخ الإسلامي. وكانت مصدر تخريج العلماء و الأئمة وكبار الشعراء والأدباء على امتداد الساحة اليمنية والعالم الإسلامي. وذلك من خلال العديد من مصنَّفاتهم ومؤلفاتهم وكتبهم التى مثـَّلت أساسا مرجعياً للفكر العربى والإسلامي". نظرا للمكانة العلمية الكبيرة التى حظيت بها زبيد فقد أصبحت مهوى أفئدة العلماء من كل حدب وصوب ومحط رحالهم الأمر الذى جعلها مرتبطة بالعديد من الأسماء الهامة فى مختلف الجوانب العلمية ويعتبر معجم "تاج العروس" من جواهر القاموس للمرتضى الزبيدى إحدى النتاجات العلمية الخالدة التى أبدعتها زبيد فقد مثل هذا المعجم كما يقول الباحثون ذروة نتاج المعاجم اللغويّة. وإذا ذكرت زبيد ذكر كذلك "القاموس المحيط" لمجد الدين الفيروز آبادى لأن زبيد احتضنت هذا العالم الجليل أكثر من عشرين سنة وعرفت له قدره فأعطته منصب القضاء الأكبر فى المملكة اليمنية ومنحته لقب "قاضى الأقضية"، ومكنته من نشر العلم، وإقامة مؤسسات علمية، وكتابة مؤلفاته الكثيرة مثل "القاموس المحيط"، و"وبصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز"، و"تسيير فائحة الأناب فى تفسير فاتحة الكتاب"، و"تحبير الموشين فى التعبير بالسين والشين"، و"الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الاجتهاد"، وغير ذلك من الآثار الخوالد. ولمكانة زبيد الكبيرة فى نفوس علمائها فقد تغنوا بها نثرا وشعرا حيث يقول بن المقري: زبيدُ إذا ما شئت سُكنى ببلدةٍ فما ثََمَّ فى الأرضين غير زبيدِ زبيدُ هى المأوى الذى سُرَّ أهله سروراً به فاقت بقاع زبيد زبيدُ هى السلوانُ للنفس والهوى فما الهَمُّ مخلوقاً بأرضِ زبيد كما يقول الإمام الحافظ ابن الدَّيبَعِ: اسكن زبيداً تجد ما تشتهى فيها فهى التى تذهبُ الأسوا وتنفيها زبيدُ لا شك عندى أنها خلقت من جنَّة الخلد يا طوبى لثاويها فهى التى ما رأت عينٌ و لا سمعت أذنٌ بها أبداً فالله يحميها وحورها العينُ لا شيء يشابهها و لا يشابه معنى من معانيها لشهرتها العلمية وازدهارها الحضارى كانت مدينة زبيد محطة هامة فى أجندة الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا اليمن فى مختلف المراحل التاريخية وقد خرج هؤلاء الرحالة والمستشرقون كذلك بالكثير من الانطباعات الهامة عن زبيد فقد زار الرحالة المغربى ابن بطوطة بلاد اليمن وامتدت زيارته إلى مدينة زبيد فأعجب بها ووصفها وصفاً بليغاً أشاد فيه بشمائل أهلها وحسن خلقهم حيث قال:" "زبيد مدينة عظيمة باليمن.. وليس باليمن بعد صنعاء أكبر منها، ولا أغنى من أهلها، واسعة البساتين كثيرة والفواكه من الموز وغيره.. كثيرة العمارة بها النخل والبساتين والمياه، أملح بلاد اليمن وأجملها، ولأهلها لطافة الشمائل وحسن الأخلاق وجمال الصور". وقال عنها المستشرق البرتغالى لودفيكو فاريثما الذى قام برحلة حول العالم بين عامى "1503-1509":" وزبيد مدينة ضخمة وممتازة للغاية، تقع بالقرب من البحر الأحمر إذ لا تبعد عنه أكثر من نصف يوم، كما أن موضعها يمتد امتداداً إزاء البحر الأحمر، ويتم تمويل زبيد عن طريق البحر الأحمر بكميات هائلة من السكر. وتوجد فى مدينة زبيد فاكهة ممتازة. وتقع زبيد فى وادٍ بين جبلين وليس من سور يحيط بها ويجلب إلى زبيد كميات كبيرة من البهارات من كل نوع من المناطق والبلاد الأخرى، لتتخذ طريقها للتوزيع فى المناطق الأخرى. أما عن ألبسة أهل زبيد، وألوانها فلا تختلف عن ألبسة وألوان أهل صنعاء". أما المستشرق والدبلوماسى السوفيتى أوليغ جيراسيموف والذى عمل فى اليمن سنة 1962 قائماً بأعمال السفارة السوفيتية فقد قال عن زبيد "تعتبر مركزاً دينياً قديماً، وعاصمة أحد مماليك العصور الوسطى فى الماضي، قضينا ليلتنا فى مدينة زبيد ويعتبر الزوار الأجانب نادرين فى مدينة زبيد، لذلك أثار وجودنا فى الشوارع والأزقة الضيقة لمدينة زبيد الرائعة بمنازلها المشيدة من الطوب الأحمر اهتمام الصبية الذين تجمهروا حولنا وقاموا بدور المرشد السياحى بكل رضا وفخر، وتعتبر زبيد فى اليمن، ثانى مركز مهم بعد وادى مور لزراعة القطن، ويقوم المزارعون بزراعة القطن فى التربة الرملية دون استخدام الأسمدة، وبفضل جهودهم ومهارتهم يحصلون على 18 - 20 قنطاراً من كل هكتار، وتعود ملكية حقول القطن لكبار شيوخ القبائل والتجار وكبار الإقطاعيين، أما الفلاح فليس له إلا ربع الإنتاج". كما زارت المستشرقة لورانس ديونا مدينة زبيد فى سبعينيات القرن العشرين، وكتبت عنها كغيرها من المدن اليمنية التى زارتها؛ فسجلت مشاهداتها فى كتابها "اليمن التى شاهدت"، وتقول فى وصف زبيد: "تقوم مدينة زبيد على مقربة من قرى القش: وتتميز بواجهاتها وبيوتها المحفورة والمكلسة، والتى تحاذيها الباحات والساحات الخلفية والسلالم السرية والأبواب الخلفية، وكان أهاليها فى القديم، يخافون على أمنهم أما اليوم فزبيد آمنة، وقد بيعت الأبواب القديمة التى كانت تغلق حائط سورها، إلى بعض العائلات الثرية لتزين بها بيوتها؛ وتبدو زبيد مدينة العلم، التى كانت قديماً أقوى من صنعاء، منسية ضمن نطاق الصمت الذى يخيم على شوارعها المغطاة بالرمل الأبيض؛ لقد أصبحت زبيد خارج نطاق الزمن... لكن لديها دار للسينما فى الهواء الطلق وتحت النجوم، ويسمح فيها للنساء بالدخول كجميع مدن اليمن الكبرى". كذلك زارت الطبيبة والمستشرقة الفرنسية، كلودى فايان مدينة زبيد سنة 1951 فى إطار تجوالها فى مناطق اليمن المختلفة حيث كانت تعمل طبيبة، وعن ذكريات زيارتها لزبيد. تقول: "وصلنا زبيد فى نحو الساعة الثانية بعد الظهر، وكان المفروض أن نواصل السفر، لكننى من أول نظرة أحسست بحب عنيف لا يقاوم نحو هذه المدينة، فأردت أن أقضى فيها بقية النهار، إن زبيد مدينة من مدن القرون الوسطى بكل ما فيها، أسوارها العالية، قلاعها، منصات المراقبين والحراس، أبوابها الحصينة المنيعة؛ وأعجب من هذا كله، أن الحياة تجرى فى كل شيء فيها، فلم تصبح أطلالاً كما رأينا فى تعز، ولا يشعر الإنسان بالإعداد، وإعادة الترتيبات، كما يحدث فى أوروبا، بل يتملك الإنسان حقيقة الشعور بأنه تراجع خمسة قرون إلى الوراء، لقد كانت زبيد مقراً لجامعة قالوا بأن "الجبر" نشأ فيها، أما اليوم فهى مدينة زراعية صغيرة يقطنها نحو ستة آلاف نسمة، وهى من أهم المناطق الزراعية فى تهامة".

ليست هناك تعليقات:

اراشيف